سرطان الثدي
سرطان الثدي عبارة عن سرطان يتشكل في خلايا الثديين.
ويأتي سرطان الثدي بعد سرطانَ الجلد من حيث كونه أكثر أنواع السرطانات شيوعًا بين النساء في الولايات المتحدة. قد يصيب سرطان الثدي كلًّا من الرجال والنساء، إلا إنه أكثر شيوعًا بين النساء.
وقد ساعد الدعم الكبير للتوعية بسرطان الثدي وتمويل الأبحاث على إحداث تقدُّم في تشخيص سرطان الثدي وعلاجه. وزادت معدلات البقاء على قيد الحياة لمرضى سرطان الثدي، كما قلَّ عدد الوفيات المرتبطة بهذا المرض بشكل منتظم، ويرجع ذلكَ بشكلٍ كبيرِ إلى عدد من العوامل، مثل الكشف المبكر، واستخدام طريقة علاج جديدة تراعي الحالة الفردية، والفهم الأفضل لطبيعة هذا المرض.
الأسباب
ويعرِّف الأطباء أن سرطان الثدي يحدث عندما تبدأ بعض خلايا الثدي في النمو بطريقة غير طبيعية. تنقسم هذه الخلايا بسرعة أكبر من الخلايا السليمة وتستمر لتتراكم، وتشكِّل كتلة أو ورمًا. وقد تنتشر الخلايا (تنتقل) من خلال الثدي إلى العُقَد اللمفية، أو إلى أجزاء أخرى من جسمك.
يبدأ سرطان الثدي عادةً مع الخلايا الموجودة في القنوات المنتجة للحليب (السرطان اللبني العنيف). يمكن أن يبدأ سرطان الثدي أيضًا في الأنسجة الغُدِّيَّة التي يُطلق عليها اسم الفصيصات (السرطان الفصيصي الغزوي)، أو في خلايا أو أنسجة أخرى داخل الثدي.
ولقد حدَّد الباحثون العوامل المرتبطة بنمط الحياة، والعوامل الهرمونية، والبيئية التي قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي. ولكن ليس من الواضح السبب وراء إصابة بعض الأشخاص بالسرطان على الرغم من عدم وجود أي عوامل خطر تحيط بهم، بينما لا يُصاب أشخاص آخرون يكونون مُعرَّضين لعوامل الخطر. ويُحتمل أن يحدث سرطان الثدي بسبب التفاعل المعقَّد للتكوين الجيني وللبيئة التي تعيش فيها.
سرطان الثدي الوراثي
يُقدِّر الأطباء ارتباط ما يقرب من 5 إلى 10 في المئة من سرطان الثدي بالطفرات الوراثية التي تنتقل عبر أجيال العائلة.
حُدِّد عددًا من جينات الطفرات المتوارثة التي يُمكن أن تَزيد من احتمالية الإصابة بسرطان الثدي. أشهر هذه الجينات هي الجين 1 لسرطان الثدي (BRCA1) والجين 2 لسرطان الثدي (BRCA2)، حيث يَزيد كلاهما من خطر الإصابة بكلٍّ من سرطان الثدي والمبايض.
إذا كان لدى عائلتكَ تاريخ قوي للإصابة بسرطان الثدي أو أنواع أخرى من السرطان، فقد يوصي طبيبكَ بإجراء اختبار دم للمساعدة في تحديد الطفرات المحدَّدة في الجين BRCA أو الجينات الأخرى التي تنتقل عبر العائلة.
فَكِّر في أن تطلب من الطبيب الإحالة إلى استشاري جينات يُمكنه أن يستعرض تاريخ عائلتكَ الصحي. بإمكان استشاري الجينات أيضًا مناقشة فوائد الاختبار الجيني ومخاطره وحدوده؛ ليساعدكَ في اتخاذ القرار المشترك.
عوامل الخطر
عامل خطورة الإصابة بسرطان الثدي هو أي عامل يجعل المرأة أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي. ولكن وجود عامل أو أكثر من عوامل خطر الإصابة بسرطان الثدي لا يعني بالضرورة أنك سوف تُصابين بسرطان الثدي. العديد من النساء المصابات بسرطان الثدي ليس لديهن أي عوامل خطورة معروفة سوى كونهن نساءً.
تشمل العوامل المرتبطة بزيادة احتمالية الإصابة بسرطان الثدي ما يلي:
- كونكِ أنثى. النساء أكثر عرضة من الرجال للإصابة بسرطان الثدي.
- التقدُّم في السن. تزيد احتمالية إصابتكِ بسرطان الثدي مع التقدم بالعمر.
- وجود سجل مرضي للإصابة بمشاكل الثدي. إذا وُجد السرطان الفصيصي الموضعي في خزعة الثدي (LCIS) أو فرط تنسج اللانمطي للثدي، فلديك احتمالية أكبر للإصابة بسرطان الثدي.
- وجود سجل مرضي للإصابة بسرطان الثدي. إذا كنتِ مصابةً بسرطان الثدي في أحدى الثديين، فلديكِ احتمالية مرتفعة للإصابة بالسرطان في الثدي الأخر.
- وجود تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الثدي. إذا شُخصت أمك أو أختك أو ابنتك بسرطان الثدي، خصوصًا في سن مبكرة، تزداد احتمالية إصابتك بسرطان الثدي. ومع ذلك، فإن غالبية الأشخاص المصابين بسرطان الثدي ليس لديهم تاريخ عائلي للمرض.
- الجينات الموروثة التي تزيد من احتمالية الإصابة بالسرطان. يمكن أن تنتقل بعض الطفرات الجينية التي تزيد من احتمالية الإصابة بسرطان الثدي من الآباء إلى الأطفال. الطفرات الجينية الأكثر شهرة التي تزيد من احتمالية الاصابة بسرطان الثدي هي BRCA1 و BRCA2. يمكن أن تزيد هذه الجينات بشكل كبير من احتمالية الإصابة بسرطان الثدي وغيره من أنواع السرطان، لكنها لا تجعل السرطان أمرًا حتميًّا.
- التعرض للإشعاع. إذا كنت قد تلقيتِ علاجًا إشعاعيًّا على الصدر في مرحلة الطفولة أو الشباب، فإن احتمالية إصابتك بسرطان الثدي تزداد.
- السِّمنة. يرفع الوزن الزائد أو البدانة احتمالية الإصابة بسرطان الثدي.
- أن تبدأ الدورة الشهرية لديك في سن مبكر. بداية الدورة الشهرية قبل الثانية عشرة يزيد من احتمالية الإصابة بسرطان الثدي.
- أن يبدأ انقطاع الدورة الشهرية في سن متقدمة. إذا بدأت انقطاع الطمث في سن أكبر، فأنتِ أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي.
- إنجاب طفلك الأول في سن متأخرة. النساء اللائي يلدن طفلهن الأول بعد سن الثلاثين قد يكون لديهن احتمالية أكبر للإصابة بسرطان الثدي.
- لم يسبق لكِ الحمل. النساء اللاتي لم يسبق لهن الحمل أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي من النساء اللاتي حملن مرة أو أكثر.
- استخدام العلاج الهرموني بعد سن اليأس. النساء اللاتي يتناولن أدوية العلاج الهرموني التي تجمع بين الإستروجين والبروجستيرون لعلاج علامات وأعراض انقطاع الطمث لديهن احتمالية أكبر للإصابة بسرطان الثدي. تنخفض احتمالية الإصابة بسرطان الثدي عندما تتوقف النساء عن تناول هذه الأدوية.
- تناوُل الكحوليات. يزيد تناول الكحوليات احتمالية الإصابة بسرطان الثدي.
الوقاية
قد يساعد إجراء تغييرات حياتية على تقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي. من الأمور التي ننصح بها:
- استفسري من طبيبك عن فحص سرطان الثدي. وناقشي مع طبيبك الوقت المناسب لبدئ اختبارات سرطان الثدي، مثل فحوصات الثدي السريرية وصور الثدي الشعاعية (الماموجرام).
واستشيري طبيبك بشأن فوائد الفحوصات ومخاطرها. ويمكنك مناقشة طبيبك للاتفاق على استراتيجيات فحص سرطان الثدي المناسبة لحالتك.
- حاولي التعرّف على طبيعة ثدييك من خلال الفحص الذاتي ومراقبة حالتهما. قد تختار النساء التعرف على طبيعة الثديين عن طريق فحصهما ذاتيًا من حين لآخر لمراقبة حالتهما. تحدثي إلى طبيبك على الفور إذا كان هناك تغيير جديد أو أورام أو علامات أخرى غير عادية في الثديين.
إن مراقبة الثديين ذاتيًا لا تقي من السرطان، ولكنها قد تحسّن فهمك للتغييرات الطبيعية التي يمر بها الثديان وتسهّل التعرف على أي علامات وأعراض غير عادية.
- التخفيف من شرب الكحول أو الامتناع عنه. في حال تناول الكحول، ننصح بتقليل الكمية بحيث لا تتجاوز مشروبًا واحد في اليوم.
- ممارسة الرياضة معظم أيام الأسبوع. يُنصح بممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة على الأقل معظم أيام الأسبوع. إذا لم تكوني نشطةً مؤخرًا، فاسألي طبيبك عما إذا كان النشاط الرياضي مناسبًا لك، وابدئي ببطء.
- الحد من العلاج الهرموني بعد سن انقطاع الطمث. قد يزيد العلاج الهرموني المركّب خطر الإصابة بسرطان الثدي. ننصح باستشارة الطبيبب بشأن مخاطر العلاج الهرموني وفوائده.
وتشعر بعض النساء بعلامات وأعراض مزعجة في سن انقطاع الطمث، وقد يكون من المقبول بالنسبة لهؤلاء النساء ارتفاع خطر الإصابة بسرطان الثدي مقابل تخفيف علامات انقطاع الطمث وأعراضه.
للحد من خطر الإصابة بسرطان الثدي، استخدمي أقل جرعة ممكنة من العلاج الهرموني لأقصر مدة ممكنة.
- الحفاظ على وزن صحي. إذا كان وزنك صحيًا، ننصح بالحفاظ عليه. إذا كنت بحاجة إلى إنقاص الوزن، ننصح بالاستفسار من الطبيب عن الاستراتيجيات الصحية لتحقيق ذلك. كما ننصح بتقليل كمية السعرات الحرارية المستهلكة يوميًا، وزيادة التمارين الرياضية بالتدريج.
- اتباع نظام غذائي صحي. قد تقل مخاطر الإصابة بسرطان الثدي لدى النساء اللاتي يتناولن حمية البحر الأبيض المتوسط المحتوية على زيت الزيتون البكر والمكسرات المتنوعة. تركز حمية البحر الأبيض المتوسط في معظمها على الأطعمة النباتية، مثل الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبقوليات والمكسرات. يختار الأشخاص الذين يتبعون حمية البحر الأبيض المتوسط مصادر الدهون الصحية، مثل زيت الزيتون بدلاً من الزبدة، والأسماك بدلاً من اللحوم الحمراء.
تشخيص سرطان الثدي
تتضمن الاختبارات والإجراءات المُستخدمة لتشخيص سرطان الثدي ما يلي:
- فحص الثدي. سيفحص طبيبكِ المعالج كلا الثديين والعقد اللمفاوية أسفل الإبط، ويتحسس لتحري وجود أي تكتّلات أو أي أمور أخرى غير طبيعية.
- التصوير الشعاعي للثدي. تصوير الثدي الشعاعي هو تصوير بالأشعة السينية للثدي. يُستخدم تصوير الثدي الشعاعي كثيرًا لفحص سرطان الثدي. في حالة اكتشاف وجود أمور غير طبيعية في الفحص بتصوير الثدي الشعاعي، فربما يوصيكِ طبيبكِ المعالج بإجراء تصوير شعاعي تشخيصي للثدي لمزيد من التقييمات للأمور غير طبيعية.
- الأشعة بالموجات فوق الصوتية على الثدي. تستخدم الموجات فوق الصوتية الموجات الصوتية لإصدار صور لبِنَى موجودة عميقًا داخل الجسم. يمكن استخدام الموجات فوق الصوتية لتحديد ما إذا كان انتفاخ الثدي الجديد عبارة عن كتلة صلبة أو تكيس ممتلئ بالسائل.
- استخراج عينة من خلايا الثدي للاختبار (خزعة). الخزعة هي الطريقة القطعية الوحيدة لتشخيص سرطان الثدي. أثناء إجراء الخزعة، يستخدم طبيبك جهازًا بإبرة مخصوصة موجهًا بالأشعة السينية أو أي اختبار تصوير آخر لاستخراج مجموعة من الأنسجة من المنطقة المشتبه في إصابتها. في كثير من الأحيان، يتم ترك علامة معدنية صغيرة في الموقع داخل صدرك بحيث يمكن تحديد المنطقة بسهولة في اختبارات التصوير المستقبلية.
يتم إرسال عينات الخزعة إلى المعمل لتحليلها حيث يحدد الخبراء ما إذا كانت الخلايا سرطانية أم لا. كما يتم أيضًا تحليل عينة الخزعة لتحديد نوع الخلايا الموجودة في سرطان الثدي، ومدى خطورة (درجة) السرطان، وما إذا كانت الخلايا السرطانية تحتوي على مستقبلات هرمونية أو مستقبلات أخرى يمكنها أن تؤثر على خياراتك العلاجية.
- تصوير الثدي بالرنين المغناطيسي (MRI). يستخدم جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي موجات مغناطيسية وراديوية لإنشاء صور من داخل الثدي. يتم إعطاؤك حقنة صبغية قبل تصوير الثدي بالرنين المغناطيسي. وعلى عكس الأنواع الأخرى من اختبارات التصوير، لا يستخدم التصوير بالرنين المغناطيسي الإشعاع لإنشاء الصور.
يمكن استخدام اختبارات وإجراءات أخرى وفقًا لحالتك.
تصنيف مراحل سرطان الثدي
بمجرد أن يشخّص الطبيب سرطان الثدي، فإنه يحدد مرحلة السرطان وحجمه. تساعد معرفة مرحلة السرطان في التنبؤ بسيْر المرض وتحديد أفضل الخيارات العلاجية.
قد لا تتوفر معلومات كاملة عن مرحلة السرطان إلا بعد الخضوع لجراحة سرطان الثدي.
قد تشمل الاختبارات والإجراءات المستخدمة لتحديد مرحلة سرطان الثدي ما يلي:
- اختبارات الدم، مثل التعداد الدموي الشامل
- تصوير الثدي الآخر بالأشعة السينية بحثًا عن علامات السرطان
- تصوير الثدي بالرنين المغناطيسي
- فحص العظام
- التصوير المقطعي المحوسب (CT)
- التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET)
لن تحتاج جميع النساء إلى كل هذه الاختبارات والإجراءات. يختار الطبيب الاختبارات المناسبة بناءً على حالتك الصحية الخاصة مع مراعاة الأعراض الجديدة المحتملة.
تتراوح مراحل سرطان الثدي بين 0 إلى 4، حيث يشير رقم 0 إلى السرطان المقتصر على قنوات الحليب أو غير المنتشر. تشير المرحلة 4 من سرطان الثدي، والتي يُطلق عليها أيضًا سرطان الثدي النقيلي أو المنتشر، إلى امتداد السرطان إلى مناطق أخرى من الجسم.
وعند تصنيف مرحلة سرطان الثدي، يراعي الأطباء أيضًا درجة السرطان، ووجود علامات الورم مثل مستقبلات الاستروجين والبروجسترون و بروتين HER2، وعوامل الانتشار.
العلاج
يُحدِّد الطبيب خيارات علاج سرطان الثدي وفْقًا لنوع سرطان الثدي الذي لديكِ، ومرحلته ودرجته وحجمه، وما إذا كانت خلايا السرطان حسَّاسة تجاه الهرمونات. ويُراعي الطبيب أيضًا صحتكِ العامة وتفضيلاتكِ الشخصية.
تخضع معظم السيدات لجراحة سرطان الثدي، ويتلقَّى العديد منهن كذلك علاجاتٍ إضافية بعد الجراحة؛ مثل المعالجة الكيميائية أو العلاج الهرموني أو المعالجة الإشعاعية. يُمكن أيضًا استخدام المعالجة الكيميائية قبل الجراحة في حالات محدَّدة.
لسرطان الثدي العديد من الخيارات العلاجية، وربما تشعرين بالارتباك لصعوبة اتخاذ قرارات معقَّدة فيما يخصُّ علاجكِ. ويُؤخَذ في الاعتبار الْتِماس رأي ثانٍ من اختصاصي أورام الثدي في مركز أو عيادة أورام الثدي. تحدَّثِي إلى سيدة أخرى واجهَتْ قرارًا مشابهًا.
تتضمن الإجراءات المستخدمة لعلاج سرطان الثدي:
- إزالة سرطان الثدي (استئصال الورم). خلال استئصال الورم، والذي قد يُشار إليه باسم جراحة الثدي المحافظة أو الاستئصال الموضعي الواسع، يزيل الجراح الورم وجزءًا طفيفًا من الأنسجة السليمة المحيطة بالورم.
قد يُوصى بالخضوع لجراحة استئصال الورم لإزالة الأورام الصغيرة. قد يخضع بعض الأشخاص المصابين بأورام أكبر للعلاج الكيميائي قبل الجراحة لتقليص حجم الورم، وتحقيق الإزالة التامة عن طريق إجراء عملية استئصال الورم.
- إزالة الثدي بأكمله (استئصال الثدي). إن جراحة استئصال الثدي هي عملية لإزالة نسيج الثدي كله. تُزيل معظم إجراءات استئصال الثدي جميع أنسجة الثدي، وهي الفُصيصات، والقنوات، والأنسجة الدهنية، وبعض الجلد، بما في ذلك الحلمة والهالة (إجراء استئصال الثدي البسيط أو الكلي).
قد تكون التقنيات الجراحية الأحدث خيارًا في حالات محددة لتحسين مظهر الثدي. إن عمليات استئصال الثدي مع الاستبقاء على الجلد والحلمة عمليات شائعة لسرطان الثدي على نحو متزايد.
- إزالة عدد محدود من العقد اللمفاوية (خزعة العقدة الخافرة). سيناقش الجراح معكِ دور إزالة العقد اللمفاوية، التي تتلقى أولاً التصريف اللمفاوي من الورم، لتحديد إذا ما كان السرطان قد انتشر إلى العقد اللمفاوية أم لا.
وإذا لم يُعثر على سرطان في تلك العقد اللمفاوية، تكون احتمالية العثور على سرطان في أي من العقد اللمفاوية المتبقية ضعيفة وعندئذٍ لا يلزم إزالة العقد الأخرى.
- إزالة العديد من العقد اللمفاوية (استئصال العقد اللمفاوية الإبطية بالتسليخ). سيناقش معكِ الجراح دور إزالة المزيد من العقد اللمفاوية في الإبط إذا تم العثور على سرطان في العقد اللمفاوية الخافرة.
- استئصال كلا الثديين. قد تختار بعض النساء المصابات بسرطان الثدي في أحد الثديين أن يتم استئصال الثدي الآخر (السليم) (استئصال الثدي الوقائي للجانب الآخر) إذا كانت نسبة خطر الإصابة بالسرطان ترتفع لديهن في الثدي الآخر بسبب وراثي أو تاريخ عائلي قوي.
معظم النساء لا يُصبن أبدًا بسرطان الثدي في أحد الثديين إذا كن قد أصبن بسرطان في الثدي الآخر. ناقشي مع طبيبكِ خطر الإصابة بسرطان الثدي، بالإضافة إلى فوائد هذا الإجراء ومخاطره.
تعتمد مضاعفات جراحة سرطان الثدي على الإجراءات التي تختارينها. تنطوي جراحة سرطان الثدي على مخاطر الألم والنزف والإصابة بعدوى وتورم الذراع (الوذمة اللمفية).
قد تختارين إعادة بناء الثدي بعد الجراحة. ناقشي مع الجراح خياراتِكِ وتفضيلاتِكِ.
فكري في استشارة جراح التجميل قبل جراحة سرطان الثدي. وقد تشمل الخيارات المتاحة لكِ إعادة البناء عن طريق زراعة الثدي (بالسيليكون أو الماء) أو إعادة البناء باستخدام أنسجة من جسمكِ. ويمكن تنفيذ هذه الإجراءات خلال استئصال الثدي أو في وقت لاحق.
المعالجة الإشعاعية.
تُستخدَم خلال العلاج الإشعاعي حزم عالية الطاقة، مثل الأشعة السينية والبروتونات، لقتل الخلايا السرطانية. يُجرى العلاج الإشعاعي عادةً باستخدام آلة كبيرة توجِّه حزمًا من الطاقة إلى الجسم (الحزم الإشعاعية الخارجية). لكن يمكن أيضًا إجراء العلاج الإشعاعي عن طريق إدخال مواد مشعة إلى الجسم (المعالجة الإشعاعية الداخلية).
من الشائع استخدام المعالجة الإشعاعية الخارجية لكامل الثدي بعد استئصال كتلة ورمية منه. قد تكون المعالجة الإشعاعية الداخلية للثدي إحدى الخيارات المطروحة بعد استئصال كتلة ورمية من الثدي إذا كان لديك خطر منخفض لتكرار الإصابة بالسرطان.
وقد يوصي الأطباء أيضًا بإجراء العلاج الإشعاعي لجدار الصدر بعد عمليات استئصال الثدي في حالة سرطانات الثدي الكبيرة أو السرطانات التي وصلت إلى العقد اللمفاوية.
يمكن أن يستمر العلاج الإشعاعي لسرطان الثدي من ثلاثة أيام إلى ستة أسابيع، وذلك حسب ما تقتضيه الخطة العلاجية. ويحدد اختصاصي أشعة الأورام العلاج الأفضل بناءً على الحالة ونوع السرطان وموقع الورم.
وتشمل الآثار الجانبية للعلاج الإشعاعي الإرهاق وظهور طفح جلدي أحمر يشبه حروق الشمس في مكان الإشعاع. كما قد تبدو أنسجة الثدي منتفخة أو صلبة الملمس. وفي حالات نادرة قد تحدث مشاكل أخطر، مثل تضرر القلب أو الرئتين، وفي حالات نادرة جداً، قد تحدث سرطانات جديدة في المنطقة المعالَجة.
العلاج الكيميائي
خلال العلاج الكيميائي تُستخدَم الأدوية لتدمير الخلايا سريعة النمو، مثل الخلايا السرطانية. إذا كنت معرضة لخطورة مرتفعة لعودة السرطان أو انتشاره إلى أجزاء أخرى من الجسم، فقد يوصي الطبيب بالعلاج الكيميائي بعد الجراحة لتقليل احتمال عودة السرطان.
يُعطى العلاج الكيميائي أحيانًا قبل الجراحة للنساء المصابات بأورام الثدي الكبيرة. والهدف من ذلك هو تقليص حجم الورم إلى حجم تَسْهُل إزالته بالجراحة.
كما يُستخدم العلاج الكيميائي للنساء اللاتي انتشر السرطان لديهن بالفعل إلى أجزاء أخرى من الجسم. قد يوصي الطبيب بالعلاج الكيميائي لمحاولة السيطرة على السرطان وتقليل الأعراض التي يسببها.
وتعتمد الآثار الجانبية للعلاج الكيميائي على نوع الأدوية التي يحتويها. تشمل الآثار الجانبية الشائعة تساقط الشعر والغثيان والقيء والإرهاق وزيادة احتمال التعرض للعدوى. يمكن أن تشمل الآثار الجانبية النادرة: انقطاع الطمث المبكر، والعقم (قبل سن انقطاع الطمث)، وتضرر القلب والكلى، وتضرر الأعصاب، وسرطان خلايا الدم في حالات نادرة جدًا.
العلاج الهرموني
غالبًا ما يُستخدم العلاج الهرموني — ربما يكون من الأنسب أن يُطْلَق عليه العلاج بحجب الهرمون — لعلاج أنواع سرطان الثدي الحساسة للهرمونات. يُشير الأطباء إلى هذه السرطانات بسرطانات من نوع مستقبل الإستروجين (ER) الإيجابي ونوع مستقبل البروجستيرون (PR) الإيجابي.
يُمكن البَدْء في العلاج الهرموني أو العلاجات الأخرى قبل أو بعد الجراحة؛ مما يحد من فرص عودة الإصابة بالسرطان. إذا انتشر السرطان بالفعل، فقد يُقَلِّص العلاج الهرموني من انتشاره ويساعد على السيطرة عليه.
وتتضمَّن طرق العلاج المستخدمة في العلاج الهرموني ما يلي:
- الأدوية التي تعوق اتصال الهرمونات بالخلايا السرطانية (الموضحات الانتقائية لمستقبلات الإستروجين)
- الأدوية التي توقف تصنيع الجسم لهرمون الإستروجين بعد انقطاع الطَّمْث (مثبطات الأروماتاز)
- الخضوع لجراحة أو تناوُل أدوية لوقف إنتاج الهرمونات في المبيضين
تختلف الآثار الجانبية للعلاج الهرموني وفقًا للعلاج المحدَّد لحالتكِ، ولكن يُمكن أن تشمل هَبَّات الحرارة، وتعرّق ليلي وجفاف المهبل. وتتضمَّن الآثار الجانبية الخطيرة خطر التعرُّض إلى ضعف العظام والجلطات الدموية.
العلاج بالأدوية الاستهدافية
تهدف الأدوية الاستهدافية إلى مهاجمة تشوهات معينة داخل الخلايا السرطانية. وكمثال على ذلك، تركز العديد من الأدوية الاستهدافية على بروتين تُفرِزه بعض خلايا سرطان الثدي بإفراط، ويُسمى هذا البروتين مستقبِل عامل نمو البشرة البشري 2 (HER2). إذ يساعد هذا البروتين خلايا سرطان الثدي على النمو والصمود. ومن خلال استهداف الخلايا التي تفرز كميات كبيرة من البروتين HER2، يمكن للأدوية تدمير الخلايا السرطانية مع الحفاظ على الخلايا السليمة.
وتتوفر أنواع أخرى من الأدوية الاستهدافية تركز على تشوهات أخرى داخل الخلايا السرطانية. والعلاج الاستهدافي من المجالات النشطة في نطاق أبحاث السرطان.
قد تخضع الخلايا السرطانية للتحليل لمعرفة ما إذا كان بإمكانك الاستفادة من الأدوية الاستهدافية. تُستخدم بعض الأدوية بعد الجراحة للحد من خطر عودة السرطان. وتُستخدم أنواع أخرى من الأدوية لإبطاء نمو الورم في حالات سرطان الثدي المتقدمة.
العلاج المناعي
تعتمد المعالَجة المناعية على استخدام جهاز مناعتك لمحاربة السرطان. قد لا يُهاجِم جهازكَ المناعي المسؤول عن مكافحة الأمراض السرطانَ؛ بسبب إنتاج الخلايا السرطانية بروتينات تُعمِي خلايا الجهاز المناعي. تعمل المعالَجة المناعية من خلال التداخُل مع تلك العملية.
قد يكون العلاج بالخلايا الجذعية خيارًا إذا كان لديكِ سرطان الثدي الثلاثي السلبي؛ ممَّا يعني أن الخلايا السرطانية لا تحتوي على مستقبِلات للإستروجين أو البروغستيرون أو مستقبِلات الهيرسبتين 2. لسرطان الثدي السلبي الثلاثي، يُجمَع بين العلاج المناعي والعلاج الكيميائي لعلاج السرطان المتقدم الذي ينتشر في أجزاء أخرى من الجسم.