داء السكري – التشخيص والعلاج
التشخيص
تبدأ أعراض داء السكري من النوع الأول على نحو مفاجئ غالبًا، وعادةً ما تكون السبب في إجراء فحص مستويات السكر في الدم. ولكن نظرًا لأن أعراض الأنواع الأخرى من السكري ومقدماته تظهر تدريجيًا أكثر وقد لا تكون واضحة على الإطلاق، قدمت الجمعية الأمريكية لمرض السكري إرشادات للفحص. تُوصي الجمعية الأمريكية لمرض السكري بأن يُجري الأشخاص الآتي ذكرهم الفحوصات الخاصة بداء السكري:
- أي شخص تزيد مؤشر كتلة الجسم لديه عن 25 (أو 23 بالنسبة إلى الأمريكيين من أصول آسيوية)، بصرف النظر عن العمر، وتكون لديه عوامل خطر إضافية. تتضمن عوامل الخطر هذه ارتفاع ضغط الدم أو مستويات الكوليسترول غير الطبيعية أو نمط الحياة المتسم بقلة الحركة أو تاريخ متلازمة المبيض متعدد الكيسات أو أمراض القلب، هذا بجانب وجود أقارب لديهم داء السكري.
- يُنصح أي شخص يزيد عمره عن 35 عامًا بإجراء فحص مبدئي لسكر الدم. وإذا ظهرت النتائج طبيعية، فعليه أن يُجري هذا الفحص كل ثلاثة أعوام فيما بعد.
- تُنصح أي امرأة مصابة بداء السكري الحملي بإجراء فحوصات للكشف عن داء السكري كل ثلاثة أعوام.
- يُنصح أي شخص شُخِّصت إصابته بمقدمات داء السكري بإجراء الاختبار كل عام.
- يُنصح أي شخص شُخِّصت إصابته بفيروس نقص المناعة البشري بإجراء الاختبار.
اختبارات داء السكري من النوعين الأول والثاني ومرحلة ما قبل السكري
- اختبار الهيموغلوبين السكري (A1C). يوضح تحليل الدم هذا متوسط مستوى السكر في الدم خلال فترة الشهرين إلى الثلاثة أشهر الأخيرة، وهو لا يتطلب عدم تناول الطعام لفترة محددة (الصيام). كما إنه يعمل على قياس النسبة المئوية لسكر الدم المرتبط بالهيموغلوبين بصفته البروتين الحامل للأكسجين في كريات الدم الحمراء.
كلما زادت مستويات السكر في الدم، زادت نسبة الهيموغلوبين السكري. يشير مستوى الهيموغلوبين السكري الذي لا تقل نسبته عن 6.5%، في اختبارين منفصلين، إلى الإصابة بداء السكري. بينما يشير مستوى الهيموغلوبين السكري الذي تتراوح نسبته بين %5.7 و%6.4 إلى الإصابة بمقدمات السكرِي. أما المعدلات الطبيعية، فهي التي تقل عن 5.7%.
- اختبار سكر الدم العشوائي. ستؤخذ منك عينة دم في وقت عشوائي. وبصرف النظر عن آخر مرة تناولت فيها الطعام، فإن وصول مستوى السكر في الدم لمعدل 200 ميليغرام لكل ديسي لتر (ملغم/دل) ـ أي 11.1 ميليمول لكل لتر (ملليمول/لتر) ـ أو أكثر يشير إلى احتمال إصابتك بداء السكري.
- اختبار سكر الدم الصائم. ستؤخذ منك عينة دم بعد فترة من عدم تناول أي طعام في الليلة السابقة (الصيام). المعدل الطبيعي لمستوى سكر الدم الصائم يقل عن 100 ملغم/دل (5.6 ميليمول/لتر). يُعَد مستوى سكر الدم للصائم من 100 إلى 125 ملغم/دل (5.6 إلى 6.9 ميليمول/لتر) دليلاً على الإصابة بمقدمات السُّكَّري. أما إذا بلغ المعدل 126 ملغم/دل (7 ميليمول/لتر) أو أعلى في اختبارين منفصلين، فاعلم أنك مصاب بداء السكري.
- اختبار تحمُّل الغلوكوز الفموي. لإجراء هذا الاختبار، يتعين عليك الصيام طوال الليل. وسيقاس بعد ذلك مستوى سكر الدم الصائم. وبعد ذلك، ستتناول مشروبًا محلى بالسكر، ثم يجرى تحليل مستويات السكر في الدم بانتظام على مدار ساعتين بعد تناولك للمشروب.
ينخفض المستوى الطبيعي للسكر في الدم عن 140 ملغم/دل (7.8 ميليمول/لتر). تشير القراءة التي تزيد عن 200 ملغم/دل (11.1 ميليمول/لتر) بعد ساعتين إلى الإصابة بداء السكري. وتشير القراءة التي تتراوح بين 140 و199 ملغم/دل (7.8 ميليمول/لتر و11.0 ميليمول/لتر) إلى الإصابة بمقدمات السكري.
في حال اعتقد الطبيب أنك مصاب بالنوع الأول من داء السكري، فقد يجري تحليلاً للبول للبحث عن وجود الكيتونات. والكيتونات منتج ثانوي يُفرَز عند استخدام العضلات والدهون للحصول على الطاقة. ربما يقرر طبيبك أيضًا إجراء اختبار آخر للتحقق من وجود ما يُعرف باسم الأجسام المضادة الذاتية، وهي خلايا مُدمِّرة يكوِّنها الجهاز المناعي في حال الإصابة بالنوع الأول من داء السكري.
سيتحقق الطبيب، في وقت مبكر من الحمل، مما إذا كنتِ معرضة بدرجة كبيرة للإصابة بالسكري الحملي. وإذا كان الأمر كذلك، فقد يجري لكِ الطبيب اختبار السكري في أول زيارة خلال الحمل. أما إذا كنتِ معرضة بدرجة متوسطة للإصابة بالسكري الحملي، فقد تخضعين للفحص في وقت ما خلال الثلث الثاني من الحمل.
العلاج
وفقًا لنوع داء السكري ومتابعة مستوى السكر في الدم، يمكن استخدام الأنسولين والأدوية الفموية في علاجك. ومن العوامل الأخرى المهمة في السيطرة على داء السكري اتباع نظام غذائي صحي والحفاظ على وزن صحي وممارسة الأنشطة البدنية بانتظام.
وسائل علاجية لجميع أنواع السكري
من الخطوات المهمة للسيطرة على السكري، فضلاً عن المحافظة على الصحة العامة، أن تحرص على الحفاظ على وزن صحي عن طريق الالتزام بنظام غذائي صحي ووضع خطة لممارسة التمارين الرياضية، ويشمل ذلك ما يلي:
- اتباع نمط غذائي صحي. لا يوجد نظام غذائي محدد لمرضى السكري. ستحتاج في نظامك الغذائي إلى التركيز أكثر على الفواكه والخضروات والبروتينات خفيفة الدهن، والحبوب الكاملة. فهذه أطعمة ذات قيمة غذائية عالية وغنية بالألياف ومنخفضة الدهون والسعرات الحرارية. كما يلزم تقليل تناول الدهون المشبعة والكربوهيدرات المُكررة والحلويات. وفي واقع الأمر، فإن هذه هي خطة التغذية المثالية لجميع أفراد العائلة. ولا يوجد مانع من تناول الأطعمة السكرية بين حين وآخر. بل يجب أن تُحسب ضمن خطتك الغذائية.
قد يكون من الصعب فهم خيارات الطعام والكميات المناسبة التي ينبغي تناولها. لذا يمكن أن يساعدك أخصائي حمية مُسجل على إعداد خطة غذائية تلائم أهدافك الصحية وتفضيلاتك من الأطعمة ونمط حياتك. ومن المحتمل أن تشمل خطتك حساب الكربوهيدرات، خاصةً إذا كنت مصابًا بداء السكري من النوع 1 أو تستخدم الأنسولين كجزء من علاجك.
- الأنشطة البدنية. يحتاج كل شخص إلى ممارسة التمرينات الهوائية بانتظام. ويشمل ذلك المصابين بالسكري. حيث تقلل الأنشطة البدنية مستوى السكر في الدم عبر نقل السكر إلى الخلايا واستخدامه لتزويدها بالطاقة. كما تجعل الأنشطة البدنية الجسم أكثر حساسية للأنسولين. ويعني هذا أن الجسم يحتاج إلى كمية أنسولين أقل لنقل السكر إلى الخلايا.
يجب استشارة الطبيب قبل ممارسة التمرينات الرياضية. ثم اختر الأنشطة الرياضية التي تفضلها، مثل المشي أو السباحة أو ركوب الدراجات الهوائية. وفوق كل ذلك أن تجعل الأنشطة البدنية جزءًا من روتينك اليومي.
اجعل هدفك ممارسة الأنشطة البدنية المعتدلة لمدة 30 دقيقة فأكثر معظم أيام الأسبوع، أو ممارسة الأنشطة البدنية المعتدلة لمدة 150 دقيقة فأكثر أسبوعيًا. يمكن أن تستغرق فترات ممارسة الأنشطة بضع دقائق في اليوم. وإذا لم تمارس نشاطًا بدنيًا لفترة من الوقت، فيمكنك البدء بكثافة قليلة ثم الزيادة تدريجيًا. كذلك يجب تجنب الجلوس لفترة طويلة. وحاول النهوض والتحرك إذا كنت جالسًا لأكثر من 30 دقيقة.
علاج النوعين الأول والثاني من داء السكري
ينطوي علاج السكري من النوع الأول على حقن الأنسولين أو استخدام مضخة الأنسولين، وفحص مستوى السكر في الدم بشكل متكرر، وحساب نسبة الكربوهيدرات. وقد تكون زراعة البنكرياس أو زراعة خلايا الجزيرة خيارًا ممكنًا لبعض المصابين بداء السكري من النوع الأول.
وغالبًا ما ينطوي علاج السكري من النوع الثاني على تغيير نمط الحياة، ومراقبة مستوى السكر في الدم، إلى جانب تناول أدوية السكري الفموية أو الأنسولين أو كليهما.
مراقبة مستوى السكر في الدم
تبعًا لخطة العلاج، يمكنك فحص مستوى السكر في الدم وتسجيله أربع مرات يوميًا أو أكثر إذا كنت تتناول الأنسولين. والمراقبة الدقيقة هي الطريقة الوحيدة لضمان الحفاظ على مستوى السكر في الدم ضمن النطاق المستهدف. وعادة ما يفحص المصابون بالسكري من النوع الثاني الذين لا يتلقون الأنسولين مستوى السكر في دمهم بمعدل أقل كثيرًا.
يمكن للأشخاص الذين يعالَجون بالأنسولين أيضًا مراقبة مستويات السكر في الدم باستخدام جهاز مراقبة الغلوكوز. وبالرغم من عدم استخدام هذه التقنية بديلاً لمقياس الغلوكوز إلى الآن بشكل كامل، فإنها تساعد على تقليل عدد مرات وخز الأصابع اللازمة لفحص مستوى السكر في الدم بالإضافة إلى توفير معلومات مهمة عن توجهات مستويات السكر في الدم.
قد تتغير مستويات السكر في الدم أحيانًا على خلاف المتوقع، حتى مع الإدارة الجيدة للحالة. وستتعرف بمساعدة الفريق المسؤول عن علاجك من داء السكري على كيفية تغير مستوى السكر في الدم بعد تناول الطعام وممارسة الأنشطة البدنية وتناول الأدوية والمرض وتعاطي الكحوليات والتوتر. وبالنسبة إلى النساء، ستتعلمين كيف يتغير مستوى السكر في الدم استجابة للتغيرات في مستويات الهرمونات.
وقد يُوصي طبيبك بإجراء اختبار الهيموغلوبين السكري (A1C) بانتظام بجانب الرصد اليومي لمستوى سكر الدم، وذلك لقياس متوسط مستوى سكر الدم بانتظام خلال آخر شهرين أو ثلاثة أشهُر.
ويظهر اختبار الهيموغلوبين السكري بشكل أفضل مدى نجاح خطة علاجك من السكري بشكل عام مقارنة باختبارات سكر الدم اليومية المتكررة. قد يشير ارتفاع مستوى الهيموغلوبين السكري إلى الحاجة إلى تغيير نظام الأدوية الفموية أو نظام العلاج بالأنسولين أو خطة الوجبات.
قد تختلف نسبة اختبار الهيموغلوبين السكري التي تسعى للوصول إليها حسب عمرك وعدة عوامل أخرى، منها الحالات المَرَضية الأخرى التي قد تكون لديك أو قدرتك اكتشاف الحالات التي ينخفض فيها مستوى السكر في دمك. ومع ذلك، تُوصي الجمعية الأمريكية للسكري معظم المصابين بالسكري بضرورة أن تكون قراءة اختبار الهيموغلوبين السكري أقل من 7%. اسأل طبيبك عن نتيجة اختبار الهيموغلوبين السكري التي يتعين عليك الوصول إليها.
الأنسولين
يحتاج المصابون بداء السكري من النوع الأول إلى العلاج بالأنسولين ليتمكنوا من البقاء على قيد الحياة. كما يحتاج العديد من المصابين بداء السكري من النوع 2 أو داء السكري الحملي إلى العلاج بالأنسولين أيضًا.
تتوفر أنواع عديدة من الأنسولين تشمل الأنسولين قصير المفعول (الأنسولين العادي) والأنسولين سريع المفعول والأنسولين طويل المفعول والأنسولين متوسط المفعول. قد يصف الطبيب مزيجًا من أنواع الأنسولين حسب احتياجاتك لاستخدامها أثناء النهار والليل.
لا يمكن تناول الأنسولين عن طريق الفم لخفض مستوى سكر الدم لأن إنزيمات المعدة تتداخل مع مفعول الأنسولين. وإنما يُحقن الأنسولين غالبًا بإبرة رفيعة ومِحقنة أو بقلم الأنسولين، وهو جهاز يشبه قلم الحبر الكبير.
الأدوية التي تؤخذ عن طريق الفم والأدوية الأخرى
قد يصف لك الطبيب أحيانًا أدوية أخرى تؤخذ عن طريق الفم أو عن طريق الحقن أيضًا. تُحفِّز بعض أدوية السكري البنكرياس لإفراز كمية أكبر من الأنسولين. ويُثبِّط البعض الآخر إنتاج الغلوكوز وإفرازه من الكبد، وهذا يُشير إلى حاجتك إلى نسبة أقل من الأنسولين لنقل السكر إلى الخلايا.
كما توجد أنواع أخرى من الأدوية تُعيق وظائف المعدة أو الإنزيمات المعوية التي تفكك الكربوهيدرات أو تبطئ امتصاصها أو تجعل أنسجتك أكثر حساسية للأنسولين. الميتفورمين هو أول دواء يُصرف بشكل عام لعلاج النوع الثاني من مرض السكري.
يمكن استخدام فئة أخرى من الأدوية تُعرف بمثبطات الناقل المشارك صوديوم-غلوكوز 2 (SGLT2). تعمل هذه الأدوية عن طريق منع الكليتين من إعادة امتصاص الدم للسكر السابق ترشيحه. وبالتالي يخرج السكر في البول، بدلاً من ذلك.
جراحة السمنة
يمكن أن تفيد جراحة السمنة في علاج بعض الأشخاص المصابين بالنوع الثاني من داء السكري ويزيد لديهم مؤشر كتلة الجسم عن 35. شهد الأشخاص الذين خضعوا لجراحة تحويل مسار المعدة تحسنًا كبيرًا في مستويات السكر في الدم. لكن مزايا هذا الإجراء ومخاطره على المدى الطويل بالنسبة إلى المصابين بالنوع الثاني من داء السكري ليست معروفة حتى الآن.
علاج سكر الحمل
من الضروري التحكم في مستوى السكر في الدم للحفاظ على صحة طفلك. كما يساعدك أيضًا على تجنب حدوث مضاعفات أثناء الولادة. بالإضافة إلى اتباع نظام غذائي صحي والمواظبة على ممارسة الرياضة، قد تشمل خطة علاجك مراقبة مستوى السكر في دمك. وفي بعض الأحيان، قد ينبغي لك حقن الأنسولين أو تناول أدوية فموية.
وسيقيس الطبيب مستوى السكر في دمكِ أثناء المَخاض. فإذا ارتفع مستوى السكر في الدم لديكِ، فقد يُفرز جنينك مستويات عالية من الأنسولين. ويمكن أن يؤدي ذلك إلى انخفاض نسبة السكر في الدم بعد الولادة مباشرة.
علاج مرحلةِ ما قبل السكري
إذا كنت في مرحلة ما قبل السكري (مقدمات السكري)، فإن خيارات نمط المعيشة الصحية يمكنها أن تساعدك على إرجاع السكر في الدم إلى مستواه الطبيعي. أو يمكنها أن تساعد في الوقاية من وصوله إلى مستويات داء السكري من النوع الثاني. ومن العوامل المساعدة على ذلك الحفاظ على الوزن الصحي، من خلال ممارسة الرياضة وتناول الطعام الصحي. كما قد تقي ممارسة الرياضة لمدة 150 دقيقة على الأقل في الأسبوع وإنقاص نحو 7% من وزن الجسم من الإصابة بالنوع الثاني من داء السكري أو تؤخر الإصابة به.
قد تكون الأدوية -مثل دواء ميتفورمين والأدوية الخافضة للكوليسترول وأدوية ارتفاع ضغط الدم- خيارًا علاجيًا مناسبًا لبعص المصابين بمقدمات السكري والحالات المَرضية الأخرى مثل أمراض القلب.
علامات الاضطراب في أي نوع من أنواع داء السكري
يمكن أن تؤثر العديد من العوامل في مستوى السكر في الدم. وتظهر أحيانًا بعض المشكلات التي تحتاج إلى رعاية فورية.
ارتفاع سكر الدم (فرط سكر الدم)
قد يرتفع مستوى السكر في الدم نتيجة لعدة أسباب، بما في ذلك الإفراط في تناول الطعام، أو الإعياء، أو عدم تناول جرعات كافية من أدوية خفض الغلوكوز. لذا يجب أن تتحقق من مستوى السكر في الدم حسب إرشادات الطبيب. وانتبه لأعراض ارتفاع سكر الدم التي تشمل ما يلي:
- كثرة التبول
- الشعور بالعطش أكثر من المعتاد
- تشوش الرؤية
- الشعور بالتعب (الإرهاق)
- الصداع
- سهولة الاستثارة
إذا كنت مصابًا بارتفاع مستوى السكر في الدم، فسيتعين عليك تعديل خطتك الغذائية أو الأدوية أو كلتيهما.
زيادة الكيتونات في البول (الحماض الكيتوني السكري)
إذا كانت خلاياك في حاجة ماسة إلى الطاقة، فيمكن لجسدك أن يبدأ بتكسير الدهون. تؤدي هذه العملية إلى تكوين الأحماض السامة التي تسمى الكيتونات، ويمكن أن تتراكم في الدم. وعليك مراقبة ظهور أي من الأعراض الآتية:
- الغثيان
- القيء
- ألم المعدة (البطن)
- وجود رائحة سكرية تشبه الفاكهة في أنفاسك
- ضيق النَفس
- جفاف الفم
- الضعف
- التشوُّش
- الغيبوبة
يمكن التحقق من نسبة الكيتونات الزائدة في البول باستخدام مجموعة اختبار الكيتونات التي يمكنك الحصول عليها من دون وصفة طبية. وتحدث إلى الطبيب على الفور أو اطلب الرعاية الطبية الطارئة إذا وجدت أن لديك كيتونات زائدة في البول. وتكون هذه الحالة أكثر شيوعًا عند المصابين بداء السكري من النوع الأول.
متلازمة فرط الأسمولية اللاكيتوني مع فرط سكر الدم
تنتج متلازمة فرط الأسمولية عن فرط ارتفاع السكر في الدم، ما تجعل لزوجة الدم عالية وتجعل قوامه كقوام الدواء الشراب.
تشمل أعراض هذه الحالة المهددة للحياة ما يلي:
- ارتفاع قراءة سكر الدم عن 600 ملغم/دل (33.3 ملليمول/لتر)
- جفاف الفم
- العطش الشديد
- الحمى
- النعاس
- الارتباك
- فقدان البصر
- الهلوسة
تُلاحظ هذه الحالة بين الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الثاني. وتظهر غالبًا بعد الإصابة بالمرض. وعليك الاتصال بالطبيب أو طلب الرعاية الطبية على الفور إذا ظهرت عليك أعراض هذه الحالة.
انخفاض سكر الدم (نقص سكر الدم)
إذا انخفض مستوى السكر في الدم عن النطاق المستهدف، فينتج عن ذلك حالة تُعرف باسم نقص سكر الدم. وإذا كنت تتناول أدوية تؤدي إلى خفض نسبة السكر في الدم، بما في ذلك الأنسولين، فيمكن أن ينخفض مستوى السكر في الدم لأسباب متعددة. وتشمل هذه الأسباب: تخطي وجبة طعام، وممارسة المزيد من الأنشطة البدنية بشكل يفوق المعتاد. ومن المرجح أيضًا حدوث انخفاض في نسبة السكر في الدم إذا كنت تتناول الكثير من الأنسولين أو أدوية خفض الغلوكوز التي تجعل البنكرياس يحتفظ بالأنسولين.
فتحقق من مستوى السكر في الدم بانتظام وراقب ظهور أعراض انخفاض سكر الدم، بما في ذلك ما يلي:
- التعرق
- الارتجاف
- الضعف
- الجوع
- الدوخة
- الصداع
- تَغَيُّم الرؤية
- خفقان القلب
- سهولة الاستثارة
- التلعثم
- النُّعاس
- الارتباك
- الإغماء
- نوبات الصرع
من الأفضل علاج انخفاض سكر الدم بالكربوهيدرات التي يمكن أن يمتصها الجسم سريعًا، مثل عصير الفاكهة أو أقراص الغلوكوز.
نمط الحياة والعلاجات المنزلية
داء السكري أحد الأمراض الخطيرة. لذلك يجب عليك الالتزام الكامل بالخطة العلاجية للسكري. ويمكن أن يقلل التحكم المُحكم في السكري من فرص حدوث مضاعفات خطيرة أو مهددة للحياة.
- الالتزام بأساليب علاج داء السكري. تعلَّم كل ما يمكنك تعلمه عن السكري. احرص على التواصل مع أحد اختصاصيي التوعية بالسكري. واطلب المساعدة من فريق علاج السكري المتابع لحالتك عند الحاجة.
- اختيار الأطعمة الصحية والحفاظ على وزن صحي. إذا كان وزنك زائدًا، فإن إنقاص 7% فقط من وزنك يمكن أن يحدث فارقًا في السيطرة على نسبة السكر في الدم إذا كنت مصابًا بمقدمات السكري أو السكري من النوع الثاني. والنظام الغذائي الصحي هو النظام المحتوي على الكثير من الفواكه والخضروات والبروتينات خفيفة الدهن والحبوب الكاملة والبقوليات. وقلّل كمية ما تتناوله من طعام محتوٍ على دهون مشبعة.
- تحويل النشاط البدني إلى جزء من روتينك اليومي. يمكن أن تساعد ممارسة الأنشطة البدنية بانتظام على الوقاية من مقدمات السكري والسكري من النوع الثاني. ويمكن أيضًا أن تساعد المصابين بالسكري على التحكم بشكل أفضل في مستوى السكر في الدم. يُوصى بممارسة نشاط بدني متوسط الشدة لمدة 30 دقيقة على الأقل -كالمشي السريع- معظم أيام الأسبوع. واجعل هدفك ممارسة الأنشطة البدنية الهوائية متوسطة الشدة لمدة 150 دقيقة أسبوعيًا.
يمكن أن تساعد ممارسة التمارين الهوائية بانتظام مع ممارسة تمارين القوة يومين أسبوعيًا على الأقل على التحكم في مستويات السكر في الدم بفعالية أكبر من ممارسة أحد نوعي التمارين وحده. وقد تشمل التمارين الهوائية المشي أو ركوب الدراجات الهوائية أو الرقص. ويمكن أن تشمل تدريبات المقاومة تمارين رفع الأثقال والتمارين المعتمدة على وزن الجسم.
حاول أيضًا تقليل الوقت الذي تجلس فيه دون حركة. حاول النهوض والتحرك لبضع دقائق كل 30 دقيقة على الأقل أو نحو ذلك عندما تكون مستيقظًا.
توصيات بشأن نمط الحياة للمصابين بالنوعين الأول والثاني من داء السكري
إذا كنت مصابًا أيضًا بالنوع الأول أو الثاني من داء السكري، يمكنك إجراء ما يلي:
- تمييز نفسك بأنك مصاب. ارتدِ شارة أو سوارًا مكتوبًا عليه أنك مصاب بداء السكري. واحتفظ بمجموعة أدوات الغلوكاجون معك كنوع من الاحتراز للتعامل مع الانخفاض الطارئ في مستوى سكر الدم. وتأكد من معرفة الأصدقاء والأشخاص الأعزاء بكيفية استخدامها.
- تحديد موعد لإجراء الفحوصات البدنية السنوية وفحوصات العين المنتظمة. لا تغني فحوصاتك المنتظمة في إطار علاج داء السكري عن الفحوصات البدنية السنوية والفحوصات الدورية للعين. خلال الفحص البدني، سيتحقق الطبيب من عدم وجود أي مضاعفات ذات صلة بداء السكري، كما سيفحصك للتحقق من عدم وجود أي مشكلات طبية أخرى. وسيتحقق اختصاصي العيون مما إذا كانت هناك مؤشرات تدل على تضرر العين، بما في ذلك تضرر الشبكية (اعتلال الشبكية) وإعتام عدسة العين والزَرَق.
- تلقّي اللقاحات بانتظام. قد يُضعف ارتفاع نسبة السكر في الدم من قدرة جهازك المناعي. احصل على مطعوم الإنفلونزا كل عام. يمكن أيضًا أن يوصيك الطبيب بتلقّي لقاحات التهاب الرئة وفيروس كوفيد 19.
كما توصي حاليًا مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها بتلقِي لقاح التهاب الكبد B إذا لم تكن قد تلقَّيته من قبل وكنت بالغًا يتراوح عمرك بين 19 و59 عامًا وكنت مصابًا بالنوع الأول أو الثاني من داء السكري.
توصي الإرشادات الأخيرة لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها بتلقّي اللقاح في أقرب وقتٍ ممكن بعد التشخيص بالإصابة بالنوع الأول أو الثاني من داء السكري. إذا كان عمرك 60 عامًا فأكثر وكنت مُشخَّصًا بالإصابة بداء السكري ولم تحصل على اللقاح من قبل، فاستشر طبيبك لتعرف إذا ما كان تلقِي اللقاح مناسبًا لك.
- الاعتناء بقدميك. اغسل قدميك يوميًّا بالماء الفاتر. وجففهما برفق، وخاصةً ما بين الأصابع. ورطبهما بدَهون، لكن لا تضعه بين الأصابع. افحص قدميك يوميًا للتحقق من عدم وجود بثور أو جروح أو قُرح أو احمرار أو تورم. واستشر طبيبك إذا كانت لديك قرحة أو مشكلة أخرى بالقدم لا تُشفى بسرعة من تلقاء نفسها.
- التحكم في مستوى الكوليسترول وضغط الدم. يمكن أن يساعد تناول الطعام الصحي وممارسة التمارين الرياضية بانتظام على التحكم في مستوى الكوليسترول وارتفاع ضغط الدم. وقد يستلزم الأمر أيضًا أخذ أدوية محددة.
- الاعتناء بأسنانك. قد يتركك داء السكري عُرضة لالتهابات اللثة الخطيرة جدًا. اغسل أسنانك ونظفها بخيط الأسنان مرتين على الأقل يوميًّا. إذا كنت مصابًا بالنوع الأول أو الثاني من داء السكري، فحدد مواعيد لإجراء فحوصات منتظمة للأسنان. استشر طبيب الأسنان على الفور في حال حدوث نزيف باللثة أو احمرارها أو تورمها.
- طلب المساعدة من الطبيب للإقلاع عن التدخين، في حال كنت تدخن أو تتعاطى أنواعًا أخرى من التبغ. فالتدخين يزيد من خطر إصابتك بالعديد من مضاعفات السكري. والمدخنون المصابون بالسكري أكثر عرضة للوفاة بالأمراض القلبية الوعائية من غير المدخنين المصابين بالسكري. استشر طبيبك بشأن طرق الإقلاع عن التدخين أو التوقف عن استخدام أنواع التبغ الأخرى.
- الإقلاع عن تعاطي الكحول. إذ يمكن أن تُسبب المشروبات الكحولية رفع مستوى السكر في الدم أو خفضه. ويتوقف ذلك على الكمية التي تشربها وما إذا كنت تتناول الطعام في الوقت نفسه. إذا اخترت تعاطي الكحول، فلا تفعل إلا على نحو معتدل؛ بمقدار مشروب واحد يوميًا للسيدات وبحد أقصى مشروبين يوميًا للرجال، على أن يكون ذلك دائمًا أثناء تناول الطعام.
تذكر حساب نسبة الكربوهيدرات التي تحصل عليها من أي مشروب كحولي حصتك اليومية من الكربوهيدرات. وتحقق من مستويات السكر في الدم قبل الذهاب إلى النوم.
- التعامل مع الإجهاد بجدية. قد تُسبب الهرمونات التي قد يفرزها جسمك استجابةً لفترات الإجهاد الطويلة منع عمل الأنسولين كما ينبغي. وسيُسبب ذلك رفع سكر الدم ويجعلك تشعر بمزيد من الإجهاد. ضع حدودًا لنفسك ورتِّب مهامك حسب الأولوية. وتعلم أساليب الاسترخاء. واحصل على قدر كبير من النوم.