الصرع
-ويُسمى أيضًا اضطراب نوبات الصرع- اضطراب دماغي يُسبب الإصابة بنوبات صرع متكررة، وله أنواع عديدة. ويمكن تحديد سببه في بعض الحالات، وفي حالات أخرى يكون سببه مجهولاً.
الصرع مرض شائع. وتُشير تقديرات مؤسسة علاج الصرع إلى أن شخصًا واحدًا من بين كل 26 شخصًا يُصاب بهذا الاضطراب. يُصيب الصرع الأشخاص بمختلف أجناسهم وأعراقهم وخلفياتهم العرقية وأعمارهم.
يمكن أن تتفاوت أعراض نوبات الصرع تفاوُتًا كبيرًا. قد يفقد بعض الأشخاص وعيهم أثناء نوبة الصرع بينما لا يفقد آخرون الوعي. وبعض الأشخاص يُحدقون في الفراغ عدة ثوانٍ أثناء إصابتهم بنوبة الصرع. وغيرهم قد يتعرضون لارتجافات متكررة في الذراعين والساقين تُسمى التشنجات أو التقلصات.
لا تعني الإصابة بنوبة صرع واحدة الإصابة بالصرع. بل تُشخص الإصابة بالصرع إذا كنت قد أُصبت بنوبتَي صرع دون سبب واضح تفصل بينهما 24 ساعة على الأقل. لا يوجد سبب واضح لنوبات الصرع غير المبررة.
يمكن أن يسيطر العلاج بالأدوية أو أحيانًا الجراحة على نوبات الصرع عند أغلب المصابين بالصرع، وبعض الأشخاص يحتاجون إلى علاج مدى الحياة. وعند آخرين، تختفي نوبات الصرع في النهاية. وقد يُشفَى بعض الأطفال المصابين بالصرع مع تقدم العمر.
الأعراض
وتختلف أعراض الصرع حسب نوع النوبة. نظرًا لأن الصرع ناتج عن نشاط معين بالدماغ، فمن الممكن أن تؤثر هذه النوبات على أي عملية تحدث داخل الدماغ. وتشمل أعراض نوبات الصرع:
- التشوش المؤقت
- التحديق في الفراغ
- تيبس العضلات
- انتفاضات بالذراعين والساقين لا يمكن السيطرة عليها
- فقدان الوعي أو الإدراك
- أعراض نفسية، مثل الخوف أو القلق أو وهم سبق الرؤية (ديجا فو)
وفي بعض الأحيان، قد تطرأ بعض التغيرات السلوكية على المصابين بالصرع. كما قد تظهر لديهم أعراض مرض الذهان.
وفي معظم الحالات، يتعرض الشخص المصاب بالصرع لنوع النوبة ذاته في كل مرة؛ وبالتالي تتشابه أعراض النوبة عادةً في كل مرة.
المؤشرات التحذيرية لنوبات الصرع
يشعر بعض المصابين بنوبات الصرع البؤرية بمؤشرات تحذيرية في اللحظات التي تسبق الإصابة بالنوبة. تُعرف هذه المؤشرات التحذيرية باسم الأورة، وقد تشمل الإحساس بشعور ما بالمعدة، أو يشوبها شعور كالخوف. قد يشعر بعض الأشخاص بوهم سبق الرؤية. قد تكون الأورة على هيئة مذاق أو رائحة. وربما تكون شيئًا بصريًا أيضًا، مثل ضوء ثابت أو وامض، أو لون أو شكل. قد يشعر بعض الأشخاص بالدوخة وفقدان التوازن. وقد يرى بعضهم أشياء غير موجودة، وهو ما يُعرف باسم الهلوسة.
تُصنف نوبات الصرع على أنها إما نوبات بؤرية أو نوبات متعمِّمة، وذلك بناءً على طبيعة نشاط الدماغ المسبب للنوبة ومكانه.
حينما تكون نوبات الصرع ناتجة عن نشاط في منطقة واحدة فقط من الدماغ، تُسمى نوبات الصرع البؤرية. وتنقسم هذه النوبات إلى نوعين:
- نوبات الصرع البؤرية دون فقدان الوعي. يُطلق على هذه النوبات مصطلح نوبات الصرع الجزئية البسيطة، وهي لا تُسبب فقدان الوعي. وقد ينتج عنها تغير في المشاعر، أو تغير في شكل الأشياء أو رائحتها أو ملمسها أو طعمها أو صوتها. ويشعر البعض بحالة وهم سبق الرؤية. يمكن أيضًا أن يؤدي هذا النوع من النوبات إلى حدوث تشنجات لا إرادية في بعض أجزاء الجسم، مثل الذراع أو الساق، وأعراض حسية عفوية، مثل الوخز والدوخة ورؤية أضواء وامضة.
- نوبات الصرع البؤرية المصحوبة بضعف الوعي. تُعرف باسم نوبات الصرع الجزئية المُعقدة، ويصاحبها حدوث تغير في الوعي أو الإدراك أو فقدانهما. وقد يبدو هذا النوع من النوبات كأنه حلم. فقد يبدو الشخص أثناء النوبة البؤرية المصحوبة بضعف الوعي محدقًا في الفضاء ولا يتجاوب بشكل طبيعي لما يدور حوله. وربما تصدر عنه أيضًا حركات متكررة، مثل فرك اليدين أو المضغ أو البلع أو المشي في دوائر.
قد يحدث خلط بين أعراض نوبات الصرع البؤرية وبعض الاضطرابات العصبية الأخرى، مثل الصداع النصفي أو التغفيق أو الأمراض العقلية. ويستلزم الأمر الخضوع لفحوصات واختبارات شاملة للتمييز بين الصرع وبين الاضطرابات الأخرى.
تشمل أنواع نوبات الصرع البؤرية:
- نوبات الفص الجبهي. تحدث الإصابة بنوبات الفص الجبهي في الجزء الأمامي من الدماغ. وهو الجزء من الدماغ الذي يتحكم في الحركة. تُسبب نوبات الفص الجبهي تحريك الأشخاص لرؤوسهم وأعينهم إلى جانب واحد، ولا يتجاوبون مع من يتحدث إليهم، وربما يصرخون أو يضحكون. قد يمدون ذراعًا واحدة ويثنون الذراع الأخرى. وربما يؤدون حركات متكررة مثل التأرجح أو التبديل على الدراجة.
- نوبات الفص الصدغي. تحدث الإصابة بنوبات الفص الصدغي في المناطق التي تُسمى بالفصوص الصدغية في الدماغ. تُعالج الفصوص الصدغية العواطف وتؤدي دورًا في الذاكرة قصيرة المدى. وعادة ما يشعر المصابون بهذه النوبات بأورة. قد تشمل الأورة شعورًا عاطفيًا مفاجئًا مثل الخوف أو الفرح، أو طعمًا أو رائحة مفاجئة، أو شعورًا بوهم سبق الرؤية، أو شعورًا بعدم الاستقرار في المعدة. وأثناء النوبة، قد يفقد الشخص الوعي بما حوله، أو يحدق في الفضاء، أو يلعق شفتيه، أو يأتي بحركات مضغ وبلع متكررة، أو يؤدي حركات غير اعتيادية بأصابعه.
- نوبات الفص القذالي. تحدث الإصابة بهذه النوبات في منطقة الدماغ التي تسمى بالفص القذالي. يؤثر هذا الفص في الرؤية وطبيعة الإبصار. قد يُصاب الأشخاص الذين لديهم هذا النوع من النوبات بالهلوسات. أو يصابون بفقدان جزئي أو كلي للرؤية أثناء النوبة. قد تُسبب هذه النوبات أيضًا جعل العينين ترمشان أو تتحركان.
النوبات الصرعية المتعمِّمة
تُعرف نوبات الصرع التي يبدو أنها تصيب جميع أجزاء الدماغ بالنوبات الصرعية المتعمِّمة. تشمل النوبات الصرعية المتعمِّمة:
- نوبات الصرع المصحوبة بغيبة. كانت تُعرف نوبات الصرع المصحوبة بغيبة سابقًا باسم نوبات الصرع الصغير، وتصيب الأطفال عادةً. وتشمل أعراضها التحديق في الفراغ مع حركة بسيطة من الجسم أو من دونها. قد تشمل الحركات طَرف العين أو لعق الشفاه وتدوم لمدة من 5 إلى 10 ثوانٍ فقط. قد تحدث نوبات الصرع هذه في شكل مجموعات، وتحدث غالبًا بمقدار 100 مرة يوميًا، وتسبب فقدان الوعي لفترة وجيزة.
- نوبات الصرع التوترية. تسبب نوبات الصرع التوترية تيبسًا في العضلات وقد تؤثر في الوعي. وتؤثر نوبات الصرع هذه عادةً في عضلات الظهر والذراعين والساقين وقد تسبب السقوط على الأرض.
- نوبات الصرع الونائية (الارتخائية). تسبب نوبات الصرع الونائية (الارتخائية)، المعروفة أيضًا بنوبات الصرع المصحوبة بالسقوط، فقدان السيطرة على العضلات. ولأن هذا النوع غالبًا يؤثر في الساقين، فإنه غالبًا يُسبب الانهيار المفاجئ أو السقوط على الأرض.
- نوبات الصرع الرمعية. ترتبط نوبات الصرع الرمعية بحركات عضلية ارتعاشية متكررة أو إيقاعية. وعادةً تصيب هذه النوبات الرقبة والوجه والذراعين.
- النوبات الصرعية الرمعية العضلية. تظهر النوبات الصرعية الرمعية العضلية عادةً على شكل نفضات أو تشنجات قصيرة ومفاجئة في الجزء العلوي من الجسم والذراعين والساقين.
- النوبات الصرعية التوترية الرمعية. النوبات الصرعية التوترية الرمعية —المعروفة سابقًا بنوبات الصرع الكبير— هي أصعب أنواع النوبات الصرعية. ويمكن أن تسبب فقدانًا مفاجئًا للوعي، وتيبسًا أو تشنجًا أو رعشة في الجسم. وفي بعض الأحيان، تؤدي إلى فقدان القدرة على التحكم في المثانة أو عض اللسان.
متى ينبغي زيارة الطبيب
اطلب المساعدة الطبية العاجلة في الحالات التالية:
- استمرار نوبة الصرع لأكثر من خمس دقائق
- عدم معاودة التنفس أو الوعي بعد انتهاء النوبة
- حدوث نوبة صرع ثانية خلال فترة قصيرة
- الإصابة بحمى شديدة
- في حال الحمل
- الإصابة بداء السكري
- التعرُّض للإصابة أثناء النوبة
- استمرار الإصابة بنوبات صرع على الرغم من تناول الأدوية المضادة للصرع.
إذا كانت هذه هي المرة الأولى التي تتعرض فيها لنوبة صرع، فاحرص على استشارة الطبيب.
الأسباب
لا يوجد سبب محدد للصرع لدى نصف المصابين بهذه الحالة المرضية. أما لدى نصف المصابين الآخرين، فقد يرجع ذلك إلى عوامل متنوعة، نذكر منها ما يلي:
- التأثير الوراثي. تسري بعض أنواع الصرع في العائلات. وفي تلك الحالات، يُرجَّح أن يكون ثمة تأثير وراثي. ولقد ربط الباحثون بعض أنواع الصرع بجينات بعينها. لكن بعض الأشخاص يصابون بصرع جيني غير وراثي. ويمكن أن تحدث التغيرات الجينية في أحد الأبناء من دون انتقالها من أحد الوالدَين.
ليست الجينات سوى جزء من سبب الصرع لدى أغلب الأشخاص. فقد تُسبب جينات محددة جعل الشخص أكثر حساسية لظروف بيئية تُحفز نوبات الصرع.
- إصابة الرأس. يمكن أن يحدث الصرع نتيجة إصابة الرأس الناجمة عن حادث سيارة أو أي إصابة جسدية أخرى.
- عوامل في الدماغ. يمكن لأورام الدماغ أن تسبب الصرع. ويمكن أن ينجم الصرع أيضًا عن طريقة تكوُّن الأوعية الدموية في الدماغ. ويمكن للمصابين بحالات مرضية في الأوعية الدموية مثل التَشوّهات الشريانية الوريدية والتَشوّهات الكهفية أن يتعرضوا لنوبات الصرع. وتُعد السكتة الدماغية السبب الرئيسي للإصابة بالصرع لدى البالغين الذين تزيد سنهم على 35 عامًا.
- حالات العدوى. يمكن أن يؤدي التهاب السحايا وفيروس نقص المناعة البشري والتهاب الدماغ الفيروسي وبعض حالات العَدوى الطفيلية إلى الإصابة بالصرع.
- الإصابة قبل الولادة. يكون الرُّضَّع قبل الولادة سريعي التأثر بتلف الدماغ الذي يمكن أن ينجم عن عوامل عديدة. قد تتضمن عَدوى لدى الأم أو سوء التغذية أو نقص الأكسجين. ويمكن أن يؤدي هذا التلف في الدماغ إلى الإصابة بالصرع أو الشلل الدماغي.
- الاضطرابات النمائية. يمكن أن يحدث الصرع أحيانًا مع الاضطرابات النمائية. ويكون مصابو التوحُّد أكثر عرضة للإصابة بالصرع من غيرهم من الأشخاص غير المصابين بالتوحُّد. وقد توصلت الأبحاث إلى أن الأشخاص المصابين بالصرع يكونون أكثر عرضة للإصابة بالاضطرابات النمائية الأخرى مثل اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD). وقد ترجع الإصابة بكلا الحالتَين المرضيتَين إلى الجينات المشتركة في الصرع والاضطرابات النمائية.
عوامل الخطورة
توجد عوامل معينة قد تزيد من احتمالات الإصابة بالصرع:
- العمر. بداية الإصابة بالصرع هي أكثر شيوعًا في الأطفال والبالغين الأكبر سنًّا، ومع ذلك قد يحدث المرض في أي عمر.
- التاريخ المرضي للعائلة. إذا كان لديك تاريخ عائلي من مرض الصرع، فقد تكون في خطر متزايد للإصابة بنوبات الصرع.
- إصابات الرأس. تُسبب إصابات الرأس بعض حالات الصرع. ويمكنك التقليل من ذلك الخطر من خلال ارتداء حزام الأمان أثناء ركوب السيارة وارتداء خوذة أثناء ركوب الدراجات والتزلج وركوب الدراجات النارية أو الانخراط في أنشطة أخرى تزداد بها مخاطر إصابة الرأس.
- السكتة الدماغية وغيرها من أمراض الأوعية الدموية. يمكن أن تؤدي السكتة الدماغية وغيرها من أمراض الأوعية الدموية إلى تلف في الدماغ. وقد يحفز تلف الدماغ الإصابة بالصرع ونوباته. ويمكنك اتباع عدد من الخطوات للحد من خطر إصابتك بهذه الأمراض، ومنها الحد من تناول الكحوليات وتجنُّب تدخين السجائر واتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة بانتظام.
- الخرَف. يمكن أن يزيد الخرَف من خطر إصابة البالغين الأكبر سنًّا بالصرع.
- عدوى الدماغ. يمكن لحالات العدوى، مثل التهاب السحايا الذي يسبب التهابًا في الدماغ أو الحبل النخاعي، أن تزيد احتمالات الإصابة بالصرع.
- الإصابة بنوبات الصرع في مرحلة الطفولة. ترتبط أحيانًا الإصابة بحُمى شديدة في مرحلة الطفولة بحدوث نوبات الصرع. ولكن الأطفال الذين تعرضوا لنوبات الصرع نتيجة لحُمى شديدة لن يُصابوا بالصرع عمومًا. تزداد احتمالات إصابة الطفل بالصرع إذا تعرض لنوبة صرع طويلة مصحوبة بحُمى شديدة، أو كان لديه مرض آخر في الجهاز العصبي، أو تاريخ عائلي من الإصابة بمرض الصرع.
المضاعفات
قد يؤدي حدوث نوبات الصرع في أوقات ما إلى مواقف خطيرة عليك أو على الآخرين.
- السقوط. عند السقوط أثناء نوبات الصرع، يمكن أن تتعرض لإصابة في الرأس أو كسر في العظام.
- الغرق. يكون المصابون بالصرع أكثر عُرضة من غيرهم بنحو 13 أو 19 مرة للغرق أثناء السباحة أو الاستحمام؛ وذلك بسبب احتمال حدوث نوبة صرع أثناء وجودهم في الماء.
- حوادث السيارات. يمكن أن تكون نوبة الصرع التي تسبب فقدان الوعي أو فقدان القدرة على السيطرة خطيرة في حال القيادة أو تشغيل غيرها من المعدات.
تفرض العديد من الولايات قيودًا بقدرة السائق على التحكم في نوبات الصرع عند منحه رخصة القيادة. وتحدد هذه الولايات حدًا أدنى للوقت الذي ينبغي أن يمر دون تعرض السائق لنوبات الصرع تتراوح مدته من عدة أشهر إلى بضع سنوات، قبل السماح له بالقيادة.
- مشكلات النوم. يغلب على المصابين بالصرع أيضًا الإصابة بمشكلات النوم، مثل صعوبة الخلود إلى النوم أو مواصلة النوم، ويُعرف هذا بالأرق.
- مضاعفات الحمل. يعرّض حدوث نوبات الصرع أثناء فترة الحمل الأم والجنين للخطر، وتزيد بعض الأدوية المضادة للصرع من احتمالات حدوث تشوهات خلقية. فإذا كنتِ مصابة بالصرع، وتفكرين في الحمل، فاطلبي المساعدة الطبية عندما تخططين للحمل.
فأغلب السيدات المصابات بالصرع يمكنهن الحمل وإنجاب أطفال أصحاء. لكن ستحتاجين إلى المراقبة الحذرة خلال فترة الحمل، وقد تحتاجين إلى تعديل الأدوية. لهذا من المهم جدًا التعاون مع فريق الرعاية الصحية للتخطيط للحمل.
- مشكلات الذاكرة. يواجه المصابون ببعض أنواع الصرع مشكلات في الذاكرة.
مشكلات الصحة النفسية
الأشخاص المصابون بالصرع أكثر عرضة للإصابة بالمشكلات النفسية. وقد تحدث تلك المشكلات نتيجة للتعامل مع الحالة نفسها، ونتيجة للآثار الجانبية للدواء أيضًا. وحتى الأشخاص الذين يسيطرون على الصرع جيدًا معرضون بشكل كبير للإصابة بها. تشمل مشكلات الصحة النفسية التي تؤثر في المصابين بالصرع:
- الاكتئاب.
- القلق
- الأفكار والسلوكيات الانتحارية.
قد تكون مضاعفات الصرع الأخرى المهددة للحياة غير شائعة إلا أنها محتملة الحدوث، وتشمل:
- الحالة الصرعية. تحدُث هذه الحال إذا كنتَ في حال نشاط نوبة صرع مستمرة تستمر لأكثر من خمس دقائق، أو إذا كانت نوبات صرع متكررة الحدوث بدون استعادة الوعي بالكامل فيما بينها. الأشخاص المصابون بهذه الحالة الصرعية معرَّضون بشكل أكبر لخطر تلف الدماغ الدائم والموت.
- الموت المفاجئ غير المتوقع أثناء الصرع (SUDEP). المصابون بالصرع معرَّضون بنسبة بسيطة لخطر الموت غير المتوقَّع المفاجئ. ولا يُعرف السبب في ذلك، إلا أن بعض الأبحاث أظهرت أنه قد يحدث نتيجة لأمراض في القلب أو التنفس.
قد يكون المصابون بنوبات صرع توترية رمعية متكررة أو الذين لا تسيطر الأدوية على نوبات الصرع لديهم أكثر عرضة لخطر الموت المفاجئ غير المتوقع أثناء الصرع (SUDEP). وبوجه عام، تبلغ نسبة الوفاة نتيجة للموت المفاجئ غير المتوقع أثناء الصرع 1% تقريبًا من إجمالي المصابين بالصرع. وأكثر حالات حدوثها بين المصابين بالصرع الحاد الذي لا يستجيب للعلاج.
لتشخيص حالتك، من المرجح أن يراجع الطبيب الأعراض التي تشكو منها وتاريخك الطبي. قد يطلب الطبيب منك إجراء عدة اختبارات لتشخيص الصرع وتحديد سبب حدوث النوبات. قد يشمل تقييم الحالة ما يلي:
- فحص عصبي. يشمل هذا الفحص اختبار السلوك والقدرات الحركية والوظائف العقلية ووظائف أخرى لتشخيص الحالة المَرضية وتحديد نوع الصرع.
- اختبارات الدم. من الممكن أن يكشف اختبار عينة الدم عن مؤشرات العَدوى أو الحالات الوراثية أو حالات مَرضية قد تكون مرتبطة بالنوبات.
- اختبار الجينات قد يوفر اختبار الجينات معلومات إضافية حول الحالة المَرضية وكيفية علاجها لدى بعض الأشخاص المصابين بالصرع. ويُجرى اختبار الجينات غالبًا للأطفال، ولكنه قد يكون مفيدًا أيضًا لبعض البالغين المصابين بالصرع.
وقد يُجرى أيضًا واحد أو أكثر من الاختبارات وفحوصات تصوير الدماغ التالية للكشف عن التغيرات الدماغية:
- مخطط كهربية الدماغ. هذا الاختبار هو الأكثر شيوعًا والذي يُستخدَم لتشخيص الصرع. ففي هذا الاختبار، تُلصَق أقطاب كهربائية في فروة الرأس بمادة لاصقة لينة أو غطاء رأس. تُسجِّل الأقطاب الكهربائية النشاط الكهربي للدماغ.
وفي حال الإصابة بالصرع، من الشائع حدوث تغيرات في النمط الطبيعي لموجات الدماغ حتى وإن لم تتعرض لنوبة في ذلك الوقت. قد يراقبك الطبيب من خلال الفيديو أثناء إجراء فحص مخطط كهربية الدماغ للكشف عن أي نوبات قد تتعرض لها وتسجيلها. ويمكن تنفيذ هذا الإجراء أثناء اليقظة أو النوم. من الممكن أن يساعد تسجيل النوبات في تحديد نوع النوبة التي تتعرّض لها أو استبعاد بعض الحالات المَرضية الأخرى.
يمكن إجراء هذا الاختبار في عيادة الطبيب أو المستشفى. وقد تخضع أيضًا لإجراء مخطط كهربية الدماغ المتنقل، إذ ترتدي الجهاز في المنزل بينما يسجِّل جهاز مخطط كهربية الدماغ نشاط النوبات على مدار بضعة أيام إذا كان ذلك مناسبًا.
قد يطلب منك طبيبك الالتزام ببعض التعليمات كفعل شيء ما لتحفيز النوبات مثل الحصول على قسط غير كافٍ من النوم قبل الخضوع للاختبار.
- مخطط كهربية الدماغ عالي الكثافة هناك نوع مختلِف من أنواع اختبار مخطط كهربية الدماغ قد تخضع خلاله لفحص مخطط كهربية الدماغ عالي الكثافة حيث تكون الأقطاب الكهربائية أكثر قُربًا من بعضها مقارنةً بمخطط كهربية الدماغ التقليدي. قد يساعد مخطط كهربية الدماغ عالي الكثافة في تحديد المناطق التي تصيبها النوبات في الدماغ بدقة أكبر.
- التصوير المقطعي المحوسب (CT). يستخدِم فحص التصوير المقطعي المحوسب الأشعةَ السينية للحصول على صور مقطعية للدماغ. ويمكن لهذا الفحص إظهار الأورام والنزيف والكيسات التي قد تكون السبب وراء إصابتك بالنوبات.
- التصوير بالرنين المغناطيسي. يستخدم التصوير بالرنين المغناطيسي مجالاً مغناطيسيًا قويًّا وموجات لاسلكية للحصول على صورة مفصلة للدماغ. وكما هو الحال في التصوير المقطعي المحوسب، يفحص التصوير بالرنين المغناطيسي البنية التشريحية للدماغ للكشف عن الأسباب المحتملة لحدوث النوبات، إلا أن التصوير بالرنين المغناطيسي يعرض صورة أكثر تفصيلاً للدماغ مقارنةً بالتصوير المقطعي المحوسب.
- التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي يقيس التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي التغيّرات التي تطرأ على تدفق الدم أثناء عمل أجزاء محدَّدة من الدماغ. وقد يُستخدَم هذا الفحص قبل إجراء الجراحة لتحديد الأماكن الدقيقة لمراكز الوظائف الحيوية، مثل الكلام والحركة، حتى يتجنب الجراح إصابة هذه الأماكن أثناء إجراء الجراحة.
- التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني. أثناء هذا الفحص، يحقن الطبيب كمية ضئيلة من مادة مشعة بجرعة قليلة داخل الوريد للمساعدة في إظهار النشاط الأيضي للدماغ والكشف عن وجود أي تغيرات به، حيث قد تشير مناطق الدماغ التي يكون فيها الأيض منخفضًا إلى المكان الذي تحدث فيه النوبات.
- التصوير المقطعي المحوسب بالفوتونات المفردة. يُستخدَم هذا الاختبار في الأساس إذا لم ينجح التصوير بالرنين المغناطيسي ومخطط كهربية الدماغ في تحديد مكان بدء النوبات في الدماغ.
أثناء التصوير المقطعي المحوسب بالفوتونات المفردة، تُحقَن كمية ضئيلة من مادة مشعة بجرعة قليلة داخل الوريد للحصول على مخطط مفصل ثلاثي الأبعاد لنشاط تدفق الدم في الدماغ أثناء التعرض للنوبات. حيث تشير مناطق الدماغ التي يكون فيها تدفق الدم أعلى من الطبيعي أثناء النوبة إلى المكان الذي تحدث فيه النوبات.
وهناك نوع من التصوير المقطعي المحوسب بالفوتونات المفردة، يُعرَف بالتصوير المقطعي المحوسب بالفوتونات المفردة الطرحي للنوبة والمسجل مع التصوير بالرنين المغناطيسي، ويوفر هذا النوع أيضًا نتائج أكثر تفصيلًا.
- الاختبارات العصبية النفسية. تُستخدم هذه الاختبارات لتقييم التفكير والذاكرة ومهارات الكلام. وتساعد نتائجها في تحديد مناطق المخ المتأثرة بالنوبات.
إلى جانب الاختبارات المذكورة، يمكن استخدام مجموعة من نُهج التحليل للمساعدة في تعيين المنطقة التي تبدأ منها النوبات في المخ:
- التخطيط الإحصائي البارامتري وهي طريقة لمقارنة مناطق المخ التي يزيد فيها تدفق الدم أثناء النوبات مع المناطق نفسها في المخ الطبيعي لغير المصابين بالنوبات، الأمر الذي قد يوصلنا إلى مكان بدء النوبات.
- تصوير المصدر الكهربي. هو نهج لاستخدام بيانات مخطط كهربية الدماغ وعرضها خلال التصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ لتوضيح مناطق حدوث النوبات. ويقدم هذا النهج تفاصيل أكثر دقة عن تلك التي يقدمها مخطط كهربية الدماغ بمفرده.
- تخطيط الدماغ المغناطيسي. يقيس تخطيط الدماغ المغناطيسي المجالات المغناطيسية الناتجة عن نشاط الدماغ، مما يساعد في تحديد المناطق المحتمَل بدء حدوث النوبات بها. يمكن أن يكون تخطيط الدماغ المغناطيسي أكثر دقة من مخطط كهربية الدماغ نظرًا لأن الجمجمة والأنسجة المحيطة بالدماغ تؤثر بشكل أقل على المجالات المغناطيسية مقارنة بالنبضات الكهربائية. يوفر تخطيط الدماغ المغناطيسي والتصوير بالرنين المغناطيسي معًا صورًا تُظهر مناطق المخ المتأثرة وغير المتأثرة بالنوبات.
يُتيح لك التشخيص الدقيق لنوع النوبة ومكان بدايتها أفضل فرصة للعثور على علاج فعّال.
العلاج
يمكن أن يساعد العلاج في تقليل معدل نوبات الصرع أو إيقافها تمامًا لدى الأشخاص المشخصين بالإصابة بالصرع. تشمل العلاجات المحتملة ما يلي:
- الأدوية
- الجراحة
- العلاجات التي تحفز الدماغ باستخدام جهازٍ ما
- النظام الغذائي الكيتوني
الدواء
يمكن لمعظم المصابين بالصرع التعافي من نوبات الصرع عن طريق تناول دواء واحد مضاد لنوبات الصرع، ويُطلق عليه أيضًا دواء مضاد للصرع. وقد يتمكن آخرون من الحد من تكرار الإصابة بنوبات الصرع وشدتها عن طريق تناول مجموعة من الأدوية.
يمكن لكثير من الأطفال المصابين بالصرع الذين لا تظهر عليهم أعراض الصرع التوقف عن تناول الأدوية في نهاية المطاف والتمتع بحياة خالية من نوبات الصرع. يمكن أيضًا لكثير من البالغين التوقف عن تناول الأدوية بعد مرور عامين أو أكثر دون نوبات صرع. ويمكن لفريق الرعاية الصحية أن ينصحك بالوقت المناسب للتوقف عن تناول الأدوية.
قد يكون تحديد الدواء والجرعة المناسبَين أمرًا معقدًا. يمكن أن يدرس طبيبك حالتك وعمرك ووتيرة تكرار نوبات الصرع وغيرها من العوامل الأخرى عند اختيار الدواء الذي يجب وصفه. ويمكن أن يراجع طبيبك أيضًا أي أدوية أخرى قد تتناولها للتأكد من أن الأدوية المضادة للصرع لن تتفاعل معها.
قد تتناول في البدء دواءً واحدًا بجرعة منخفضة نسبيًّا، ثم تزيد الجرعة تدريجيًّا حتى السيطرة على نوبات الصرع سيطرة جيدة.
يوجد أكثر من 20 نوعًا مختلفًا من الأدوية المضادة لنوبات الصرع. وتعتمد الأدوية التي تتناولها لعلاج الصرع على نوع نوبات الصرع التي تصيبك وعلى عوامل أخرى مثل عمرك والحالات المرضية الأخرى.
قد يكون لهذه الأدوية بعض الآثار الجانبية، وتشمل الآثار الجانبية الخفيفة:
- الإرهاق.
- الدوخة.
- زيادة الوزن.
- فقدان كثافة العظم.
- الطفح الجلدي.
- فقدان التناسق الحركي.
- مشكلات النطق.
- مشكلات الذاكرة والتفكير.
وتشمل الآثار الجانبية الأكثر حدة والنادرة:
- الاكتئاب.
- الأفكار والسلوكيات الانتحارية.
- الطفح الجلدي شديد.
- التهاب بعض أعضاء الجسم كالكبد.
لتحقيق أفضل قدر من السيطرة على نوبات الصرع باستخدام الأدوية، اتبع الخطوات التالية:
- تناوَل الأدوية بدقة حسب إرشادات الطبيب.
- اتصل دائمًا بطبيبك قبل التحول إلى استخدام بديل جَنيس من دوائك، أو عند تناول الأدوية الأخرى -الموصوفة طبيًا أو دون وصفة طبية- أو العلاجات العشبية.
- لا تتوقف أبدًا عن تناول دوائك دون الرجوع إلى طبيبك.
- أخبر طبيبك على الفور إذا لاحظت مشاعر اكتئاب جديدة أو متزايدة أو أفكارًا انتحارية أو تغيرات غير عادية في حالتك المزاجية أو سلوكك.
- أخبر طبيبك إذا أصبت بصداع نصفي. فقد يصف طبيبك أحد الأدوية المضادة للصرع التي يمكن أن تمنع حالات الصداع النصفي وتعالج الصرع.
يتعافى ما لا يقل عن نصف الأشخاص الذين شُخِّصوا حديثًا بالصرع من نوبات الصرع بأول دواء يستخدمونه. لكن إذا لم تحقق الأدوية المضادة لنوبات الصرع نتائج جيدة، فيمكنك الخضوع للجراحة أو العلاجات الأخرى. سيحدد لك الطبيب على الأرجح مواعيد متابعة طبية منتظمة لتقييم حالتك وأدويتك.
الجراحة
جراحة الصرع
عندما لا تحقق الأدوية التحكم الكافي في نوبات الصرع، فقد تصبح جراحة الصرع خيارًا مطروحًا. وفي جراحة الصرع، يزيل الجرَّاحُ المنطقة التي تسبب نوبات الصرع في الدماغ.
تُجرى الجراحة عادةً عندما تُظهِر الاختبارات ما يلي:
- أن النوبات تنشأ في منطقة صغيرة ومحددة جيدًا في الدماغ.
- أن منطقة الدماغ التي ستخضع للجراحة لا تتداخل مع الوظائف الحيوية مثل الكلام أو اللغة أو الوظائف الحركية أو الرؤية أو السمع.
بالنسبة لبعض أنواع الصرع، قد تقدم الإجراءات طفيفة التوغل مثل الاستئصال بالليزر التجسيمي الموجَّه بالتصوير بالرنين المغناطيسي علاجًا فعالاً عندما تكون العملية الجراحية المفتوحة خطرًا بالغًا. وفي هذه الإجراءات، يُوجَّه مجس ليزر حراري إلى المنطقة المتسببة في نوبات الـصرع في الدماغ لتدمير ذلك النسيج للتحكم في نوبات الـصرع بشكل أفضل.
وعلى الرغم من أن حاجتك إلى بعض الأدوية قد تستمر للمساعدة على منع نوبات الـصرع بعد الجراحة الناجحة، فقد تتمكن من خفض الأدوية والجرعات التي تتناولها.
في عدد أقل من الأشخاص، يمكن أن تسبب جراحة الصرع مضاعفات مثل التأثير الدائم في قدرات التفكير. تحدث إلى أعضاء فريقك الجراحي عن خبراتهم ومعدلات النجاح ومعدلات حدوث المضاعفات في الجراحة التي تفكر فيها.
العلاجات
توفِّر طرق العلاج المحتملة التالية -بالإضافة إلى تناول الأدوية والخضوع للجراحة- بديلاً مناسبًا لعلاج الصرع:
- تنبيه العصب المُبهَم. يمكن لتحفيز العصب المبهم أن يكون خيارًا متاحًا في حال كانت الأدوية غير فعالة بما يكفي للسيطرة على نوبات الصرع، وإذا كانت الجراحة غير ممكنة. وفي طريقة تحفيز العصب المُبهَم، يُزرَع جهاز يشبه منظم ضربات القلب يُسمى مُحفِّز العصب المُبهَم تحت جلد الصدر. ويتصل جهاز التحفيز بالعصب المبهم في الرقبة بأسلاك.
يرسل الجهاز الذي يعمل بالبطارية دفعات من الطاقة الكهربية عبر العصب المُبهَم وصولاً إلى الدماغ. لم يتضح بعد كيف يؤدي هذا إلى كبت نوبات الصرع، إلا أن الجهاز يمكنه في العادة تقليل النوبات بنسبة تتراوح بين 20 و 40%.
من الضروري أن يستمر أغلب المرضى في تناول الدواء المضاد للصرع، لكن قد يكون خفض الجرعة ممكنًا لبعضهم. قد يسبّب تحفيز العصب المُبهَم آثارًا جانبية مثل الشعور بألم في الحلق أو بحة الصوت أو ضيق النفَس أو السعال.
- التنبيه الدماغي العميق. يزرع الجرَّاحون أثناء التنبيه العميق للدماغ أقطابًا كهربائية في جزء محدَّد من الدماغ، عادة ما يكون منطقة المهاد. وتتصل هذه الأقطاب الكهربائية بمولِّد يُزرَع في الصدر. ويرسل المولِّد بانتظام نبضات كهربائية إلى الدماغ على فترات زمنية محددة ما يمكن أن يحد من نوبات الصرع. يُستخدم تحفيز الدماغ العميق غالبًا مع الأشخاص الذين لا تتحسن نوبات الصرع لديهم باستخدام الدواء.
- التنبيه العصبي المستجيب. يمكن أن تساعد الأجهزة القابلة للزرع التي تشبه منظم ضربات القلب على الحد بدرجة كبيرة من عدد نوبات الصرع التي تحدث. تحلل أجهزة التحفيز المستجيب أنماط نشاط الدماغ لكشف نوبات الصرع فور بدئها، وتوصِّل شحنة كهربائية أو دواءً لإيقاف النوبة قبل أن تسبب حدوث إعاقة. وقد أظهرت الأبحاث أن هذا العلاج محدود الآثار الجانبية ويمكن أن يخفف نوبات الصرع على المدى الطويل.
النظام الغذائي الكيتوني
تَمكّن بعض الأطفال والبالغين المصابين بالصرع من الحد من النوبات لديهم من خلال اتباع نظام غذائي صارم غني بالدهون ومنخفض الكربوهيدرات. وقد يكون ذلك خيارًا مناسبًا إذا لم تساعد الأدوية في السيطرة على الصرع.
في هذا النظام، المعروف بالنظام الغذائي الكيتوني، يفتت الجسم الدهون بدلاً من الكربوهيدرات للحصول على الطاقة. بعد مرور بضع سنوات، قد يتمكن بعض الأطفال من التوقُّف عن النظام الغذائي الكيتوني -تحت إشراف الطبيب المختص- والشفاء من نوبات الصرع.
لا يعرف الخبراء بصورة وافية كيف يعمل النظام الغذائي الكيتوني على الحد من النوبات. لكن يعتقد الباحثون أن هذا النظام الغذائي يُحدث تغييرات كيميائية تساعد على وقف نوبات الصرع. كما أنه يبدل وظائف خلايا المخ للحد من النوبات.
استشر الطبيب إذا كنت تفكر أنت أو طفلك في اتباع النظام الغذائي الكيتوني. ومن المهم الحرص على عدم تعرُّض طفلك لسوء التغذية عند اتِّباعه النظام الغذائي.
قد تنجم آثار جانبية عن النظام الغذائي الكيتوني، وتشمل: الجفاف، والإمساك وبطء النمو؛ نظرًا لسوء التغذية، بالإضافة إلى تراكُم حمض اليوريك في الدم الذي قد يؤدي إلى تكوُّن حصوات الكلى. لكن هذه الآثار الجانبية غير شائعة في حال تطبيق النظام الغذائي على النحو الصحيح، وتحت إشراف طبي.
قد ينطوي الالتزام بالنظام الغذائي الكيتوني على بعض الصعوبات. يوفر النظام الغذائي منخفض المؤشر الغلايسيمي، ونظام أتكينز المعدل بديلين أقل تقييدًا وقد يوفِّران بعض الفوائد للسيطرة على نوبات الصرع.
العلاجات المحتمَلة في المستقبل
يعكف الباحثون على دراسة العديد من العلاجات الجديدة المحتملة للصرع، ومنها:
- التنبيه المستمر لموضع بدء نوبة الصرع، المعروف بالتنبيه القشري. أثبت التنبيه القشري -التنبيه المستمر لمنطقة ما من الدماغ أقل من المستوى الملحوظ جسديًا- فاعليته في تحسين عواقب نوبة الصرع وجودة الحياة لدى بعض المصابين بنوبات الصرع، إذ يعمل التنبيه القشري على منع نوبة الصرع قبل حدوثها. وقد ينجح هذا النهج العلاجي مع الأشخاص الذين تحدث لهم نوبات صرع تبدأ في منطقة من الدماغ تُسمى قشرة اللغة والإحساس لا يمكن استئصالها لأنها تؤثر في وظائف الكلام والحركة. وربما يفيد الأشخاص الذين تشير سمات نوبات الصرع لديهم إلى انخفاض فرص نجاح العلاج باستخدام التنبيه العصبي المستجيب.
- الجراحة طفيفة التوغل. تبشر الأساليب الجراحية الجديدة طفيفة التوغل -مثل الجراحة بالموجات فوق الصوتية المركَّزة والموجَّهة من خلال التصوير بالرنين المغناطيسي- بعلاج نوبات الصرع. تنطوي هذه الجراحات على مخاطر أقل نسبيًا من مخاطر جراحة الدماغ المفتوح التقليدية لعلاج الصرع.
- التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة. يوجّه التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة مجالات مغناطيسية مركَّزة إلى مناطق الدماغ التي تحدث بها نوبات الصرع، وذلك لعلاج نوبات الصرع دون الحاجة إلى الجراحة. وقد يُستخدم مع المرضى الذين تبدأ نوبات الصرع لديهم من منطقة قريبة من قشرة الدماغ ولا يمكن علاجها بالجراحة.
- التنبيه الخارجي للعصب ثلاثي التوائم. تُستخدم في هذا الإجراء -مثلما يحدث في تنبيه العصب المبهم- أجهزة تحفز أعصابًا معينة لتقليل معدل تكرار نوبات الصرع. ولكن على عكس تنبيه العصب المُبهَم، يوضع الجهاز خارج الجسم بحيث لا يحتاج وضعه داخل الجسم إلى جراحة. وتشير الدراسات إلى أن التنبيه الخارجي للعصب ثلاثي التوائم قد حقق تحسنًا في السيطرة على نوبات الصرع والحالة المزاجية.