ارتفاع ضغط الدم
نظرة عامة
ضغط الدم المرتفع (ارتفاع ضغط الدم) هو حالة شائعة تكون فيها قوة اندفاع الدم طويلة الأمد مقابل جدران الشرايين مرتفعة بما يكفي للتسبب بمشكلات صحية في نهاية الأمر، مثل مرض القلب.
ويتحدد ضغط الدم من خلال كمية الدم التي يضخها القلب ومدى مقاومة تدفقه بالشرايين. وكلما زادت كمية الدم التي يضخها قلبك وضاقت شرايينك، ارتفع ضغط دمك. تُقاس قراءة ضغط الدم بوحدة ملم زئبقي. ويظهر بجهاز القياس رقمان.
- الرقم العلوي (الضغط الانقباضي). يَقيس الرقم الأول أو العلوي الضغط في شرايينك عندما يَنبض قلبك.
- الرقم السفلي (الضغط الانبساطي). يَقيس الرقم الثاني أو السفلي الضغط في شرايينك بين النبضات.
وربما يكون ضغط دمك مرتفعًا منذ سنوات من دون أن تظهر عليك أي أعراض. ويمكن أن يزيد ضغط الدم المرتفع غير المنضبط من خطر الإصابة بمشكلات صحية خطيرة، ومن بينها النوبة القلبية والسكتة الدماغية. ولحسن الحظ، يمكن اكتشاف ارتفاع ضغط الدم بسهولة. فور علمك بأنك مصاب بارتفاع ضغط الدم، يمكنك التعاون مع طبيبك لإبقائه تحت السيطرة.
الأعراض
لا تظهر أي أعراض على أغلب المصابين بارتفاع ضغط الدم، بالرغم من أنه قد يصل لمستويات عالية خطيرة.
يواجه بعض المصابين بارتفاع ضغط الدم مشاكل مثل: الصداع، وضيق التنفس، ونزف الأنف، إلا أن هذه العلامات والأعراض لا تظهر إلا في حالة ارتفاع ضغط الدم لدرجة خطيرة تهدد حياة الشخص.
متى تزور الطبيب؟
وسيقاس ضغط دمك على الأرجح كجزء روتيني من زيارتك للطبيب.
اطلب من طبيبك قياس ضغط دمك مرة على الأقل كل عامين إذا كان عمرك 18 سنة فأكثر. وإذا كان عمرك 40 سنة أو أكثر أو يتراوح بين 18 و39 عامًا وكنت معرضًا للإصابة بارتفاع ضغط الدم، فاطلب من طبيبك قياس ضغط الدم مرة كل عام.
ينبغي قياس ضغط الدم عامة في الذراعين لتحديد ما إذا كان هناك اختلاف أم لا. ومن المهم استخدام سوار ذراع بمقاس مناسب.
من الراجح أن يوصي طبيبك بقياس ضغط الدم أكثر من مرة إذا تم تشخيصك بارتفاع ضغط الدم أو بعوامل خطر أخرى لمرض القلب الوعائي. سيُقاس ضغط دم الأطفال من عمر 3 سنوات فأكثر على الأغلب كجزء من فحصهم السنوي.
إذا كنت لا تزور طبيبك بانتظام، فيمكنك قياس ضغط دمك مجانًا في أي من مصادر الخدمات الصحية أو غيرها من الأماكن في محيطك. يمكنك أيضًا العثور في بعض المتاجر على أجهزة لقياس ضغط الدم مجانًا.
قد تقدم أجهزة قياس ضغط الدم المتاحة في الأماكن العامة مثل تلك الموجودة في الصيدليات معلومات مفيدة عن ضغط دمك ولكنها قد تكون لها بعض جوانب القصور. وتعتمِد دقة هذه الآلات على عدَّة عوامل، مثل الحجم الصحيح لسوار جهاز قياس ضغط الدم، والاستخدام الصحيح للجهاز. اطلب مشورة طبيبك فيما يتعلق باستخدام أجهزة قياس ضغط الدم العامة.
الأسباب
هناك نوعان من ارتفاع ضغط الدم.
ضغط الدم المرتفع الأساسي (الجوهري)
بالنسبة لمعظم البالغين، لا يوجد سبب محدَّد لضغط الدم المرتفع. يَميل هذا النوع من فرط ضغط الدم، المعروف باسم ارتفاع ضغط الدم الأوَّلي (الأساسي)، إلى التطوُّر تدريجيًّا خلال العديد من السنوات.
ارتفاع ضغط الدم الثانوي
يُصاب بعض الأشخاص بارتفاع ضغط الدم الناتج عن حالة كامنة. يظهر هذا النوع من ارتفاع ضغط الدم، المعروف بفرط ضغط الدم الثانوي، فجأة ويُسبب ارتفاع ضغط الدم بمعدل أعلى من فرط ضغط الدم الأساسي. هناك حالات مرضية وأدوية متنوعة يمكن أن تؤدي إلى فرط ضغط الدم الثانوي، بما في ذلك:
- انقطاع النفس الانسدادي النومي
- المرض الكلوي
- أورام الغدة الكظرية
- مشاكل الغدة الدرقية
- بعض العيوب التي تولد بها (عيب خلقي) في الأوعية الدموية
- أدوية معينة مثل حبوب تنظيم النسل وعلاجات نزلات البرد وعقاقير إزالة الاحتقان ومسكنات الألم المتاحة دون وصفة طبية، وبعض الأدوية التي تُصرَف بوصفة طبية
- العقاقير غير المشروعة، مثل الكوكايين والأمفيتامينات
عوامل الخطر
يقف وراء ارتفاع ضغط الدم كثيرٌ من عوامل الخطورة، بما في ذلك:
- العمر. حيث تزداد خطورة الإصابة بارتفاع ضغط الدم مع التقدُّم في العمر. قبل عمر 64 يكون ارتفاع ضغط الدم أكثر شيوعًا لدى الرجال. لكن النساء أكثر عرضة لارتفاع ضغط الدم بعد عمر 65 عامًا.
- العِرق. حيث يشيع ارتفاع ضغط الدم على نحو خاص بين ذوي الأصول الإفريقية، وعادة ما يظهر لديهم في سنٍّ مبكرة عن السن التي يظهر فيها لدى البيض. كما تشيع إصابة ذوي الأصول الإفريقية ببعض المضاعفات الخطيرة كالإصابة بالسكتات الدماغية والنوبة القلبية والفشل الكلوي.
- التاريخ العائلي. يصيب ارتفاع ضغط الدم عادة العائلات التي بها أفراد سبقت إصابتهم به.
- زيادة الوزن أو السِمنة. كلما ازداد وزنك، زادت حاجتك إلى الدم لنقل الأكسجين والعناصر المغذية إلى أنسجتك. وكلما زادت كمية الدم المتدفقة عبر أوعيتك الدموية، زاد الضغط على جدران الشرايين.
- قلة النشاط البدني. تزداد سرعة القلب عادة لدى الأشخاص الخاملين. وكلما ازدادت سرعة القلب، كان على القلب بذل جهد أكبر مع كل انقباض، وبالتالي تزداد القوة التي تتعرض لها شرايينك. كما تزيد قلة النشاط البدني من خطورة الإصابة بزيادة الوزن.
- تعاطي التبغ. بالإضافة إلى التسبب في رفع ضغط الدم فورًا على نحو مؤقت، فإن التدخين ومضغ التبغ يمكن أن يؤديا إلى تدمير بطانة الشرايين. وقد يتسبَّب ذلك في تضيُّق الشرايين، ويرفع من خطر إصابتك بأمراض القلب. وكذلك يمكن للتدخين السلبي أن يرفَع من خطر الإصابة بأمراض القلب.
- وجود الكثير من المِلح (الصوديوم) في النظام الغذائي. يمكن لتناول نظام غذائي يعتمد على كثير من الصوديوم أن يتسبُّب في احتفاظ جسمك بالسوائل، وهو ما يرفع ضغط الدم.
- نقص البوتاسيوم الشديد في النظام الغذائي. يساعد البوتاسيوم على موازنة كَمية الصوديوم في خلايا جسمك. ويعد تحقيق التوازن الصحيح للبوتاسيوم أمرًا بالغ الأهمية لصحة القلب. إذا لم تحصل على كمية كافية من البوتاسيوم في نظامك الغذائي، أو إذا فقدت الكثير من البوتاسيوم بسبب الجفاف أو مرض آخر، فقد يتراكم الصوديوم في دمك.
-
الإفراط في شرب الكحول. يمكن لشُرب الكثير من الكحول أن يتلف قلبك بمرور الوقت. حيث يمكن أن يؤثر شرب أكثر من كأس بالنسبة إلى النساء ومن كأسين بالنسبة إلى الرجال يوميًا بشدة في ضغط الدم.
فإن كنت تشرب الكحوليات، فتناولها باعتدال. بالنسبة إلى البالغين الأصِحَّاء، يعني هذا الاعتدال كأسًا واحدة في اليوم بالنسبة إلى النساء، وكأسين في اليوم بالنسبة إلى الرجال. حيث تعادل الكأس الواحدة 12 أونصة (355 ملليلتر) من البيرة أو 5 أونصات (148 ملليلتر) من النبيذ أو 1.5 أونصة (44 ملليلتر) من الشراب بمعدل 80 وحدة كحول معيارية.
- التوتر. يمكن أن تؤدي مستويات التوتر المرتفعة إلى ارتفاع ضغط الدم على نحو مؤقت. كما قد تؤدي العادات المرتبطة بالتوتر، مثل تناول الكثير من الطعام أو تعاطي التبغ أو شرب الكحول، إلى ارتفاع ضغط الدم أكثر.
- أمراض مزمنة مُعينة. قد ترفع أمراض مزمنة مُعينة - كأمراض الكُلى والسُّكري وانقطاع النفس النومي - أيضًا من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم.
كما يُسهم الحمل أحيانًا في ارتفاع ضغط الدم أيضًا.
وعلى الرغم من شيوع ارتفاع ضغط الدم بنسبة أكبر بين الكبار، إلا أن الأطفال معرَّضون للإصابة به أيضًا. حيث يتسبب وجود مشكلات في الكُلى أو القلب لدى بعض الأطفال في إصابتهم بارتفاع ضغط الدم. ولكن بالنسبة إلى عدد أكبر من الأطفال، تُسهم العادات الحياتية السيئة، مثل اتباع نظام غذائي غير صحي وقلة ممارسة التمارين الرياضية، في ارتفاع ضغط الدم.
المضاعفات
يمكن أن يؤدي الضغط الزائد على جدران شرايينك بسبب ارتفاع ضغط الدم إلى تلف أوعيتك الدموية بالإضافة إلى أعضائك. وكلما ارتفع ضغط الدم وطالت مدة عدم السيطرة عليه، زاد التلف.
وقد يؤدي ارتفاع ضغط الدم غير المسيطَر عليه إلى مضاعفات منها:
- النوبة القلبية أو السكتة الدماغية. قد يسبب ارتفاع ضغط الدم تصلب الشرايين وزيادة سمكها، وهذا ما يؤدي إلى نوبة قلبية أو سكتة دماغية أو مضاعفات أخرى.
- أم الدم/تمدد الأوعية الدموية. يمكن أن يتسبب ارتفاع ضغط الدم في ضعف الأوعية الدموية وانتفاخها، مما يؤدي إلى تكوين تمدد الأوعية الدموية. وإذا حدث تمزق لتمدد الأوعية الدموية، فقد يصبح الأمر مهددًا للحياة.
- فشل القلب. يضطر القلب إلى العمل بجهد أكبر لضخ الدم بقوة تواجه ضغط الدم المرتفع في الأوعية الدموية. ويؤدي ذلك إلى زيادة سمك جدران غرفة ضخ الدم في القلب (تضخم البطين الأيسر). وفي النهاية، قد تواجه تلك العضلة التي زاد سمكها صعوبة في ضخ ما يكفي من الدم لتلبية احتياجات الجسم، ما يؤدي إلى فشل القلب.
- ضعف الأوعية الدموية أو ضيقها في الكلى. قد يعوق ذلك الكلى عن العمل بشكل طبيعي.
- زيادة سمك الأوعية الدموية في العين أو ضيقها أو تمزقها. يمكن أن يؤدي ذلك إلى فقدان البصر.
- متلازمة التمثيل الغذائي. هذه المتلازمة هي مجموعة من الاضطرابات في أيض الجسم، وتشمل زيادة حجم الخصر وارتفاع مستوى الدهون الثلاثية وانخفاض كوليسترول البروتين الدهني مرتفع الكثافة والكوليسترول "النافع" وارتفاع ضغط الدم وارتفاع مستويات الأنسولين. وتجعلك هذه الحالات أكثر عرضة للإصابة بداء السكري وأمراض القلب والسكتة الدماغية.
- مشكلة في الذاكرة أو الاستيعاب. قد يؤثر أيضًا ارتفاع ضغط الدم غير المسيطَر عليه في قدرتك على التفكير والتذكر والتعلم. ويكثر شيوع مشكلات الذاكرة أو استيعاب الأفكار لدى الأشخاص المصابين بارتفاع ضغط الدم.
- الخرف. قد تقلل الشرايين الضيقة أو المسدودة من تدفق الدم إلى المخ، ما يؤدي إلى نوع معين من الخرف (الخرف الوعائي). ويمكن أن يحدث الخرف الوعائي أيضًا بسبب السكتة الدماغية التي تمنع تدفق الدم إلى المخ.